بينما دخل الإقتتال الدامي في السودان يومه ال12، أكد وزير خارجية جنوب السودان دينق داو، أمس (الأربعاء)، أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أبدى موافقته لرئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت على لقاء قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو خارج الخرطوم، فيما لا تزال محاولات إقناع حميدتي جارية. وقال وزير خارجية جنوب السودان، إن الرئيس سلفاكير ميارديت أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، لتمديد الهدنة الحالية إلى 72 ساعة أخرى. ولقي اتفاق وقف النار المعلن لمدة ثلاثة أيام في السودان التزاماً جزئياً في الخرطوم مع بدء سريانه، وسط تسارع في عمليات إجلاء الرعايا الأجانب. ودخلت الهدنة يومها الثاني، لكنها لا تزال هشة وسط تقارير عن وقوع اشتباكات متفرقة، واستمرار تحليق طيران الجيش وتحرك قوات الدعم السريع في بعض المدن والأحياء. وتجددت الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم. وقال الجيش السوداني إن مجموعات من الدعم السريع تهاجم مقر القيادة العامة بالخرطوم، مضيفاً: "نتصدى لمجموعات الدعم السريع التي تهاجم القيادة العامة ونكبدهم خسائر"، في وقت تحلق طائرات الجيش في الخرطوم وأم درمان، فيما تستخدم قوات للدعم السريع مضادات أرضية ومدفعية ضد طائرات الجيش. يأتي ذلك فيما أعلنت نقابة أطباء السودان، أمس، ارتفاع عدد الضحايا المدنيين منذ بداية الاشتباكات في البلاد إلى 459 قتيلاً، وما يزيد على 4 آلاف جريح حسب الأممالمتحدة، بينما استهدف الجيش بطائرات مواقع لقوات الدعم السريع في ضواحي الخرطوم، فردّت الأخيرة باستخدام أسلحة ثقيلة. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس لمجلس الأمن الدولي أمس إن وقف إطلاق النار يبدو صامداً في بعض المناطق. لكنه أضاف أن أياً من الطرفين لم يبد استعداده للتفاوض بجدية وهو ما يشير إلى أن كلا منهما يعتقد أن بإمكانه تحقيق نصر عسكري على الآخر. من جهته، أكد الجيش السوداني أن الرئيس المعزول عمر البشير وعدداً من قيادات حزبه محتجزون في مستشفى علياء العسكري تحت حراسة الشرطة القضائية، رافضا أي محاولات لربط ما يجري في السجون بمزايدات على المواقف الوطنية. وأوضح بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة أن بعضاً من متهمي 30 يونيو من العسكريين كانوا محتجزين بمستشفى علياء التابع للقوات المسلحة نسبة لظروفهم الصحية وحسب توصيات الجهات الطبية بسجن كوبر قبل اندلاع التمرد، ولا يزالون بالمستشفى تحت حراسة ومسؤولية الشرطة القضائية. وذكرت أن المحتجزين بالمستشفى هم: عمر حسن أحمد البشير، بكري حسن صالح، عبد الرحيم محمد حسين، أحمد الطيب الخنجر، يوسف عبد الفتاح. ومدني واحد وهو د. علي الحاج محمد محتجز لتلقي العلاج بمستشفى أحمد قاسم بموجب توصية طبية من سلطات السجن، وتقع مسؤولية حراسته على الشرطة. إلى ذلك، قال البيت الأبيض، أمس، إن أمريكياً ثانياً لقي حتفه في السودان، في ظل العنف بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض للصحافيين جون كيربي، إن العنف تراجع بشدة في السودان، وإن الولاياتالمتحدة تعمل بنشاط لتسهيل إجلاء عدد صغير من الأمريكيين الراغبين في مغادرة البلاد، مشدّداً على الحاجة للإبقاء على وقف إطلاق النار في السودان وتمديده لمعالجة الأزمة الإنسانية، مضيفاً: "سنواصل العمل دبلوماسياً مع الطرفين من أجل التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في السودان".