يحتاج آرسنال، المتصدّر إلى تغيّر جذري في زخمه الحالي للتغلب على مضيفه مانشستر سيتي، حامل اللقب، وتعزيز آماله بتتويج أول في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 2004، عندما يلتقيان اليوم الأربعاء، على استاد الاتحاد، في قمة المرحلة ال 33. اعتُبرت هذه المباراة المرتقبة منذ أشهر بأنها ستكون حاسمة على لقب "البريميرليغ"، لكن التراجع الرهيب لآرسنال في المباريات الثلاث الأخيرة، حيث اكتفى بالتعادل وبالتالي خسارة 6 نقاط، يضع رجال المدرب الإسباني ميكل أرتيتا أمام فرضية الفوز من دون أي خيار آخر. صحيح أن فريق "المدفعجية" يتقدّم راهناً على سيتي بفارق 5 نقاط (75-70)، بيد أن الأخير لعب مبارتين أقل، وبالتالي ستكون الأمور بين أيدي لاعبي المدرب الإسباني بيب غوارديولا في حال فوزهم في مبارياتهم المتبقية أو تحقيق نتائج أفضل من آرسنال. كان آرسنال حصد تقدماً بلغ 11 نقطة في الأسابيع الأخيرة، ليفرض ضغطاً على سيتي الحالم بالتتويج على جبهة أخرى، بعد بلوغه نصف نهائي دوري أبطال أوروبا اللاهث وراء لقبه، حيث سيلاقي ريال مدريد حامل اللقب في مواجهة نارية. كما أن سيتي يحارب على جبهة الكأس، حيث سيلاقي غريمه وجاره مانشستر يونايتد في 3 يونيو، بعد انتهاء "المعارك" القارية والمحلية. قلة الخبرة أظهر آرسنال قلة خبرته في مقارعة سيتي على اللقب، فأهدر تقدمه بهدفين مبكرين أمام ضيفه ليفربول (2-2)، ثم مضيفه وجاره وست هام (2-2)، قبل أن يصارع الجمعة الماضي في الرمق الأخير لقلب تأخره 1-3 وخطف نقطة التعادل من ضيفه المتواضع ساوثمبتون متذيل الترتيب (3-3). ورغم تسجيل هدفين في الدقائق الأخيرة، ظهر لاعبو آرسنال مهزومين نفسياً على عشب استاد الإمارات في شمال العاصمة، وذلك بعد إخفاق دفاعي مستمر أمام مرمى الحارس أرون رامسديل. وظهرت الكلفة الكبيرة لغياب المدافع الفرنسي وليام صليبا المصاب بظهره، علماً أن مشاركته مستبعدة في مباراة الليلة. وكان صليبا عنصراً رئيساً في تشكيلة آرسنال، حتى إصابته في مسابقة الدوري الأوروبي "يوروباليغ" ضد سبورتينغ البرتغالي منتصف مارس الماضي. ففي 5 مباريات منذ ذلك الوقت، تضاعف عدد الأهداف والفرص أمام مرمى آرسنال، مقارنة مع المباريات ال 27 التي استهلها صليبا. ولا يمكن لآرسنال إظهار هشاشة دفاعية متجددة، خصوصاً أمام فريق "قاتل" مثل سيتي. هالاند.. السلاح الفتاك فاز "سيتيزنز" في مبارياته ال 11 على استاد الاتحاد عام 2023م، مسجلاً في طريقه 43 هدفاً. ويقف مهاجمه الفتاك النرويجي إرلينغ هالاند على بعد هدفين فقط من معادلة الرقم القياسي في الدوري والبالغ 34 هدفاً في موسم واحد، ومن تسجيل هدفه ال 50 في مختلف المسابقات بعد أقل من موسم على قدومه إلى الكرة الإنجليزية. حتى عندما صام النرويجي العملاق عن التهديف خلال الفوز على شيفيلد يونايتد 3-0، السبت، في نصف نهائي الكأس، ناب عنه الجزائري الدوري رياض محرز بتحقيق الثلاثية الأولى في المربع الأخير من المسابقة العريقة منذ 1958م. وكمثال على القوة الهجومية الضاربة للفريق السماوي يُتوقع أن يجلس محرز على مقاعد البدلاء، إفساحاً للمجال لأمثال جاك غريليش والبلجيكي كيفن دي بروين والبرتغالي برناردو سيلفا، لتموين هالاند بالكرات. وقد ساهم قدوم هالاند (22 عاماً) من بوروسيا دورتموند، في تعجيل رحيل المهاجم البرازيلي الدولي غابرييل جيزوس إلى آرسنال، بعد فوزه ب 4 ألقاب دوري مع سيتي المتوج بلقب الدوري 6 مرات منذ 2012، و8 مرات في تاريخه، مقابل 13 لآرسنال الثالث في ترتيب الأبطال بعد مانشستر يونايتد (20) وليفربول (19).