تباينت آراء العلماء والمختصين حول ما إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعي أو الآلات بصفة عامة قراءة أفكار البشر، مثلما باستطاعة الإنسان قراءة ما يدور في عقول الآخرين ليس بشكل دقيق بالكامل وإنما من خلال قراءة الإشارات وتعابير الوجه ونبرات الصوت، أو لغة الجسد. ويشير تقرير لأوليفر وانج، مراسل نيويورك تايمز للشؤون العلمية والتكنولوجية، إلى قدرة "نظرية العقل" أو "Theory of Mind" وهي التسمية التي يطلقها علماء النفس على القدرة على فهم الحالة العقلية للأشخاص الآخرين من خلال طرق التواصل المختلفة، سواء بالكلمات أو بدونها. ويتساءل وانج: ماذا لو تمكنت الآلات من القيام بالشيء نفسه؟. ويستند التقرير إلى حجة قدمها ميشال كوسينسكي، عالم النفس في كلية الدراسات العليا في إدارة الأعمال بجامعة ستانفورد، تقول أن نماذج اللغة الاصطناعية كبيرة الحجم مثل ChatGPT وGPT-4 من OpenAI – ربما تكون قادرة على التنبؤ بالحالة العقلية للمستخدم، وهي قدرة تمتع بها البشر وحدهم حتى الآن. ولم يتم التحقق من هذه النظرية، لكن وانج يقول إنها أثارت الكثير من النقاشات بين علماء الإدراك والنفس. ونقل وانج عن أليسون جوبنيك، عالمة النفس في جامعة كاليفورنيا قولها إنه، استنادا إلى البيانات المتوفرة حتى الآن، فمن غير الممكن الحكم بوجود هذه القدرة لدى الآلات، مضيفة أنه "يجب القيام باختبارات دقيقة وصارمة للغاية." وأظهر بحث سابق للدكتور كوسينسكي أن الشبكات العصبية المدربة على تحليل ملامح الوجه مثل شكل الأنف وزاوية الرأس والتعبير العاطفي من خلال تغير ملامح الوجه، يمكن أن تتنبأ بالآراء السياسية للناس والتوجهات العاطفية بدرجة مذهلة من الدقة (نحو 72% في الحالة الأولى ونحو 80% في الحالة الثانية)، وفقا للمقال. مع هذا يختلف العلماء مع استنتاجات كوسينسكي، وفقا لوانج. وقام مارتن ساب، عالم الكمبيوتر في جامعة كارنيجي ميلون، بتجربة أكثر من 1000 اختبار لنظرية العقل على نماذج لغوية كبيرة ووجد أن المحولات الأكثر تقدما، مثل ChatGPT وGPT-4 ، اجتازت الاختبار نحو 70% فقط من المرات. ووفقا لساب فإنه حتى لو اجتازت الآلات الاختبار بنسبة 95% فإن هذا لن يكون دليلا على تمتعها ب"نظرية العقل".