لعل عملية صناعة السياحة التي تتطور من عام إلى آخر في بلادنا عموما وفي (عروس البحر الأحمر) جدة بشكل خاص تشكل عنصرا هاما لجذب السياح وزوار هذه المدينة الحالمة ، لاسيما وأنها مقصد كثير من الأسر اللذين لم يسعفهم حظهم المادي للسياحة الخارجية ، وقد تم في هذا العام افتتاح فعاليات مهرجان جدة غير (1430ه) بأنشطة متنوعة وعدد لا بأس به من البرامج الترفيهية والثقافية والاجتماعية والفنية في مواقع مختلفة تلبي مختلف الرغبات والاهتمامات ، فالكورنيش مرتع هواة السباحة والرياضات البحرية مع وجود عدد من مدن الألعاب الترفيهية ، كما تكثر جلسات السمر والمتنزهين عموما بالإضافة إلي مخيم المهرجان. وفي المولات الكبيرة حيث ينشط التسوق أقامت بعض القنوات الإعلامية مسابقات ثقافية تم بثها على الهواء مباشرة ، كما أقيم في أحدها معرضا للفنون التشكيلية. وبالغرفة التجارية الصناعة يقام حاليا معرض الناشر السعودي الأول للكتاب. و بالصالة الرياضية تم إحياء بعض الحفلات الغنائية ، وفي هذا الصيف استضافت جدة مهرجان (عين) الإنشادي. وعن هذه الفعاليات تحدث عدد من مرتادي جدة وقاطنيها مؤكدين أن فقرات المهرجان وبرامجه موجهة إلى كافة شرائح المجتمع تقريبا رجالا ونساء صغارا وكبارا وهذا شيء جميل ، إلا أن غلاءالأسعار داء قاتل للسياحة الداخلية التي عنوانها الأبرز التسوق ، إضافة إلي النمطية المكررة كل عام حيث تبدو فعاليات المهرجان وكأنها صورة طبق الأصل من الأعوام السابقة. ثم أردفوا قائلين أن ما يسوؤهم مشاريع الصيانة التي ما أن تنتهي من شارع إلا وتعود له فورا إضافة إلى برك مياه الصرف الصحي والحفريات التي عمت أغلب شوارع المدينة وأصبحت من أبرز معالمها محدثة بذلك إزعاجا لعابري الطريق وإرباكا لحركة السير بل وجعلت في كثير من الأوقات السير على الأقدام أيسر وأسرع من قيادة السيارة. وتمنوا من أمانة محافظة جدة أن تأخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار في الأعوام القادمة.