يعدّ اليوم الدولي للتغطية الصحية الشاملة -الذي يصادف 12 ديسمبر من كل عام- منصة للالتفاف حول الدعوة إلى تحقيق الصحة للجميع وبالجميع، ويوافق الذكرى السنوية للقرار التاريخي الذي اتخذته الأممالمتحدة بالإجماع في عام 2012 وهو تحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030 في إطار تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. وتولي المملكة التغطية الصحية الشاملة اهتماماً بالغاً يتمثل بدعمها المتواصل للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية من أجل الوصول إلى مستهدفات التغطية الصحية الشاملة في المنطقة، محققة نقلة متطورة في القطاع الصحي كمتطلب رئيس لجهود التنمية المستدامة، وذلك بتسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية، وتحسين جودة وكفاءة الخدمات، وتعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية، وتحسين نوعية الحياة لجميع فئات المجتمع. وتراعي المملكة تطبيق نموذج رعاية صحية يهدف إلى تقديم خدمات صحية متكاملة ومترابطة تتمحور حول المستفيد، وتلبي الاحتياجات النفسية والجسدية والاجتماعية؛ مما يضمن تغطية صحية شاملة ومستدامة لكل فئات المجتمع، مع التركيز على جهود تعزيز الصحة وحمايتها والوقاية من المرض بوصف ذلك خط الدفاع الأول والسبيل الأنجح للسيطرة على الأمراض المزمنة وعوامل الخطر المسببة لها. تدريب الأطباء وتدرك المملكة أهمية الرعاية الصحية الأولية كونها ركيزة أساسية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، حيث اتخذت خطوات متسارعة في هذا المجال من خلال تطوير البنية التحتية لمراكز الرعاية الصحية الأولية، وزيادة العيادات المتخصصة فيها بما في ذلك عيادات الطب النفسي، وزيادة برامج تدريب أطباء الأسرة والتمريض، وتفعيل الدور المجتمعي لهذه المراكز، وكذلك توفير عيادات رعاية صحية أولية متنقلة لخدمة المناطق النائية. كما كثفت المملكة في مجال تعزيز الصحة والوقاية من المرض جهودها الرامية إلى السيطرة على الأمراض المزمنة وعوامل الخطر المسببة لها، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر (فرض ضريبة انتقائية على منتجات التبغ بنسبة 100٪، واعتماد تطبيق التغليف البسيط لمنتجات التبغ في عام 2019 كأول دولة في الشرق الأوسط والدولة العاشرة عالميًا، وفرض ضريبة انتقائية على المشروبات الغازية بنسبة 50٪، وتطبيق لائحة عرض السعرات الحرارية في جميع المنشآت الغذائية في المملكة، وإلزام مصنّعي ومستوردي الخبز بخفض كمية الملح، ومنع استخدام الزيوت المهدرجة جزئيًا في الصناعات الغذائية، واعتماد خمس مدن صحية من قبل منظمة الصحة العالمية. وساندت المملكة جهود مجموعة العشرين في التركيز على أهمية التغطية الصحية الشاملة ودورها في تحقيق التنمية المستدامة وخاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ومن ذلك دعمها للجهود الدولية الهادفة إلى تقوية الأنظمة الصحية وزيادة جاهزيتها للسيطرة على الأوبئة والفاشيات من خلال تطبيق اللوائح الصحية الدولية "International Health Regulations"، وجهود السيطرة على البكتيريا المقاومة للمضادات "Anti-Microbial Resistance". تحسين الخدمات من ناحية أخرى بدأت المملكة العربية السعودية برنامج تحول صحي يعد من أكبر برامج التحول الصحي في العالم انطلاقًا من إيماننا العميق بأن الاستثمار في الصحة متطلب رئيس لجهود التنمية المستدامة التي تسعى إلى تحقيقها رؤية المملكة العربية السعودية 2030. كما أن برنامج التحول الصحي يهدف إلى تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية، وتحسين جودة وكفاءة الخدمات، وتعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية، مما سيسهم في زيادة معدل سنوات العمر وتحسين نوعية الحياة لجميع فئات المجتمع، كما أن المملكة ستسعى من خلال هذا البرنامج إلى تطبيق نموذج رعاية صحية يهدف إلى تقديم خدمات صحية متكاملة ومترابطة تتمحور حول المستفيد، وتلبي الاحتياجات النفسية والجسدية والاجتماعية؛ مما يضمن تغطية صحية شاملة ومستدامة لكل فئات المجتمع. وأنموذج الرعاية الجديد في المملكة ينطلق من منظور أساسي جوهره تفعيل دور الفرد والمجتمع، والتركيز على جهود تعزيز الصحة وحمايتها والوقاية من المرض باعتبار ذلك خط الدفاع الأول والسبيل الأنجح للسيطرة على الأمراض المزمنة وعوامل الخطر المسببة لها. كما اتخذت المملكة خطوات متسارعة في هذا المجال من خلال تطوير البنية التحتية لمراكز الرعاية الصحية الأولية، وزيادة العيادات المتخصصة فيها بما في ذلك عيادات الطب النفسي، وزيادة برامج تدريب أطباء الأسرة والتمريض، وتفعيل الدور المجتمعي لهذه المراكز، وكذلك توفير عيادات رعاية صحية أولية متنقلة لخدمة المناطق النائية. يذكر أن اليوم الدولي للتغطية الصحية الشاملة يهدف إلى رفع الوعي لدى عامة الناس بشأن القضايا الصحية وتعبئة الموارد والإرادة السياسية لمعالجتها، بما يضمن بناء مستقبل أكثر أمانًا وصحة، وتحفيز تطوير المنشآت الصحية وفقاً لمعايير الرقابة والجودة الخاصة بالمنظومة الجديدة، وكذلك تدريب الأطقم الطبية والإدارية على أعلى مستوى ورفع كفاءتهم بما يضمن تقديم أفضل خدمة طبية للمرضى. الطب الاتصالي عملت وزارة الصحة على توسيع نطاق خدماتها في الطب الاتصالي ليغطي تطبيق «صحة» الذي يُقدم الاستشارات الطبية المرئية، ويتيح للمواطنين جميعهم، ومن أي مكان الحصول على استشارة طبية وجهاً لوجه مع أطبائهم جميع مناطق المملكة، في نقلة نوعية ضمن رؤية المملكة 2030، وفي زمن قياسي لم يتجاوز الشهرين، وتمكينا للتقنية الحديثة وآخر ما توصلت له التقنية في الخدمات الصحية. وقالت الوزارة إنها تهدف إلى زيادة أعداد المستفيدين من هذا التطبيق، وتمكينهم بشكل أكبر للحصول على الاستشارات الطبية المرئية عبر الهواتف الذكية، سعياً منها إلى استثمار التقنيات الحديثة في تعزيز التواصل مع المستفيدين من خدماتها، وإتاحة الفرصة لهم للحصول على الاستشارات الطبية من المختصين، كما يوفر التطبيق خدمة التواصل المرئي والسمعي والكتابي في الفترة من «الساعة 8 صباحاً وحتى منتصف الليل طوال أيام الأسبوع، ومن 4 عصراً إلى 12 مساءً خلال إجازة نهاية الأسبوع»، بحيث يمكن الدخول على التطبيق والتواصل مباشرة مع الطبيب المختص، وتُعرض عليه حالة المتصل التي بإمكانه مشاهدتها عبر هذا التطبيق، ومن ثم يقوم بالرد على استفسارات المتصل وتقديم الاستشارة الطبية بخصوص الحالة والإجراء الطبي الواجب اتخاذه حيالها، وأبانت أن هذا التطبيق مجاني، ويُمكن تحميله من متجر أبل ومتجر قوقل. تجدر الإشارة إلى أن الصحة قامت مؤخراً بإطلاق وتفعيل العديد من البرامج الخدمية النوعية بهدف تطوير آليات العمل والارتقاء بمستويات الأداء وبما يسهم بإذن الله في تجويد وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين وكسب رضاهم. الصحة الإلكترونية تجدر الإشارة أن وزارة الصحة نفذت مؤخراً مبادرة الصحة الإلكترونية، التي تعد إحدى مبادراتها الأربعين المندرجة ضمن برنامج التحول الوطني 2020، التي ستعمل من خلالها على تحسين كفاءة وفاعلية الرعاية الصحية عبر اعتماد تقنية المعلومات والتحول الرقمي. وبموجب هذه المبادرة ستدعم المنظومة العاملين في قطاع الرعاية الصحية من أطباء وممرضين عبر تزويدهم ببيانات مرضاهم أينما كانوا، وفي أي وقت يحتاجونها، بما في ذلك كافة المعلومات الصحية الموثقة، إضافة إلى خدمات الدعم السريري والإداري، والتواصل، والحصول على الاستشارات عن بعد، وينتظر من هذا النظام المتطور خفض الأخطاء الطبية والتشخيصية، والآثار الجانبية للأمراض، كما سيتيح إمكانية التعليم الطبي المستمر عبر الإنترنت. وتتمحور رؤية وزارة الصحة في تطوير الرعاية الصحية في المملكة من حيث الجودة والمقاييس والمساواة في تقديم خدمات الرعاية الصحية. ولتحقيق هذه الرؤية، أعدت وزارة الصحة استراتيجية عمل وخطة خمسية من شأنها أن تجعل الصحة الإلكترونية عاملا رئيسيا في تطوير وتوفير هذه الخدمات، ولذلك، طورت الوزارة إستراتيجية الصحة الإلكترونية وخطة العمل الخمسية، وذلك بالتعاون مع مستشارين سعوديين وعالميين. وتدعم استراتيجية الصحة الإلكترونية الأهداف الرئيسة للوزارة التي تشمل رعاية المرضى وربط موفري الخدمة بكافة مستويات الرعاية الصحية وقياس أداء توفير الرعاية الصحية، وتحويل توفير الرعاية الصحية بما يتوافق مع المقاييس العالمية.