عنف متزايد تسبب في قتل ما لا يقل عن 451 متظاهرا، بينهم 63 طفلاً، منذ بداية الاحتجاجات في إيران، بينما ترفض حكومة الملالي التعاون مع لجنة التحقيق الأممية التي تبحث في ملف تجاوزات قوات الأمن بحق المحتجين. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمر صحفي أمس (الاثنين)، إن طهران لن تتعاون مع لجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، على الرغم من تصويت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على قرار تشكيل لجنة تحقيق في جرائم وانتهاكات السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين الذين يحتجون على مقتل مهسا أميني بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق. وتستمر التظاهرات في مختلف المدن الإيرانية، إذ تركزت الاحتجاجات الليلية في الأحياء الغربية بطهران من قبيل ستار خان وشهرآرا وبوليفار فردوس، فيما وشهدت قدس غرب طهران ويزد وسط إيران ورامسر ورشت في الشمال وآبدانان في محافظة عيلام غرب البلاد احتجاجات شعبية. وردد المحتجون شعارات ضد المرشد الأعلى للنظام الإيراني، كما أعلن المتظاهرون في شارع ستار خان بطهران عن دعمهم للشعب في كل من كردستان وبلوشستان من خلال ترديد شعارات "من كردستان إلى طهران، أفدي بحياتي من أجل إيران" و "من زاهدان إلى طهران، سأفدي بحياتي من أجل إيران". وفي منطقة شهرآرا، نظم محتجون مظاهرة ليلية ورددوا هتافات مناهضة للنظام الإيراني مثل "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" وعبروا عن تضامنهم مع احتجاجات مهاباد والمدن الكردية". وشهد بوليفار فردوس في غرب طهران تجمعات متفرقة وترديد شعارات مثل "الموت للقاتل خامنئي" و"الموت للحرس الثوري" من قبل المتظاهرين. وفي السياق ذاته، بدأت مجموعة من النساء في طهران يرددن شعار "أنت الساقط، أنا امرأة حرة" في عدة محطات مترو، بينما شهد حي دربند بطهران ترديد هتافات للمتظاهرين من وراء نوافذ وشرفات داخل المنازل في المجمعات السكنية من قبيل "الموت للديكتاتور". وفي حي "البلدة الغربية" في طهران هتف عدد من الناس "الموت للديكتاتور" و"هذا العام سيسقط خامنئي" من شرفات ونوافذ منازلهم في الجمعات السكنية. وبدأت الاحتجاجات على الصعيد الوطني في إيران بعد وفاة الفتاة الكردية مهسا أميني في حجز لدورية شرطة الآداب في سبتمبر الماضي، واستمرت طيلة أحد عشر أسبوعا على الرغم من القمع الشديد واستخدام الأسلحة والذخيرة الحية من قبل قوات الأمن الإيرانية ضد المتظاهرين. وعلى الصعيد الخارجي، تسعى إيران للسيطرة على القرار في العراق، بينما ترفض الحكومة والشعب ذلك، وتريد طهران جعل بغداد حديقة خلفية بدليل مراوغتها وطرحها المساعدة للحكومة العراقية، وذلك في ثنايا ترحيبها بقرار الحكومة العراقية بنشر قوات عسكرية على الحدود بين إقليم كردستان، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي: "إذا كانت الحكومة العراقية بحاجة إلى مساعدة فنية في هذا الصدد، فنحن على استعداد لتقديم المساعدة لها"، ما فسره مراقبون بأن طهران تريد وضع يدها على إقليم كردستان بالكامل.