بينما تستمر تظاهرات الطلاب في مختلف الجامعات الإيرانية، أطلقت قوات الأمن النار على طلاب جامعة "يزدان بناه" كردستان التقنية، وحاصرتهم داخل الحرم الجامعي، فيما تفرض القوات الأمنية طوقاً حول معظم الجامعات، مع التخطيط لإحكام السيطرة على حركة الطلاب الذين دعوا لاستمرار التظاهرات، تنديداً بقمع الشرطة رغم تهديدات الحرس الثوري التي أطلقها محذرا المحتجين من استمرار التظاهر. ونظم الطلاب تظاهرات كبيرة في كلية التقنية بجامعة طهران، ومشهد، وسوهانك بطهران، ومنام جامعة أمير كبير في أراك، في وقت ارتدى عناصر الباسيج ملابس مدنية ودخلوا إلى الحرم الجامعي في طهران، رافعين هتافات مؤيدة لترهيب الطلاب المحاصرين. يأتي ذلك فيما قام البرلمان الإيراني برفع رواتب عناصر الأمن، في خطوة على ما يبدو لتحفيز مواجهة الاحتجاجات. وعلى الرغم من ذلك يواصل المحتجون في طهران بترديد شعارات ضد نظام الملالي، مثل "الموت للديكتاتور خامنئي". وقالت تقارير محلية إن قوات الأمن أطلقت رصاص الصيد ضد المواطنين الذين جاؤوا لمساعدة الطلاب المحاصرين في كلية التقنية بمنطقة أمير أباد، كما أغلقت قوات الأمن الشارع المؤدي إلى أزقة الجامعة. وتجد التظاهرات الإيرانية دعما معنويا من الخارج، حيث نُظّمت تجمّعات في مدن كندية، ولا سيّما في فانكوفر ومونتريال ووينيبيغ وتورنتو حيث شكّل المتظاهرون سلاسل بشريّة، كما خرجت مظاهرة واسعة في العاصمة الفرنسية باريس تنديداً بمقتل الشابة مهسا أميني في إطار المظاهرات المستمرة داخل وخارج إيران ضد النظام. وتجمع الآلافُ في العاصمة الألمانية للتعبير عن تضامنِهِم مع المتظاهرين المناهضين للحكومة الإيرانية رافعين لافتاتٍ تنتقد قادةَ إيران، وتضمن الكثير منها شعار "المرأة، الحياة، الحرية" باللغتين الإنجليزية والألمانية، فيما شهدت العاصمة الإيطالية روما احتشاد مئات الأشخاص من الجنسية الإيرانية والإيطالية للاحتجاج على القمع الذي تمارسه طهران بحق المحتجين. إلى ذلك، انتقد صحافيون إيرانيون، أمس، توقيف السلطات عدداً من زملائهم على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت الشهر الماضي في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني. وأشارت صحيفة "سازند" الإصلاحية في عددها الصادر أمس إلى أن أكثر من 20 صحافياً لا يزالون موقوفين في عدة مدن إيرانية أبرزها طهران. ووفق وسائل إعلام محلية، وقّع أكثر من 300 صحافي ومصور صحافي بياناً ينتقدون فيه السلطات على خلفية توقيف زملائنا وحرمانهم من حقوقهم بعد توقيفهم. وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات، وأوقف مئات آخرون في التحركات التي تخللها رفع شعارات ضد السلطات الإيرانية.