تعصف الخيبات بالنظام الإيراني من كل اتجاه، ففي ظل التظاهرات الرافضة لسياسات الملالي والساعية لإسقاطهم، يواجه رئيسي وخامنئي وأعوانهم ومليشياتهم ضربات متوالية من مختلف الدول، بينما اقتربت المفاوضات النووية من الفشل، إذ أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ليست في وضع جيد حاليا، مشيرة إلى أنها لا ترى فرصة للتوصل إلى اتفاق مع إيران في أي وقت قريب، ما يعني أن طهران أصبحت في وضع حرج، فلا أحد يناصرها إنما جميع الدول تقف في جانب الشعب لينال حريته ويتخلص من القمع المفرط الذي يواجهه. وفي هذا الاتجاه تبحث المخابرات الأمريكية طرق إيصال معدات الاتصال إلى أيدي المتظاهرين داخل إيران، وسط ارتفاع موجة الاحتجاجات داخل البلد. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن مفاوضات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي لا تمضي بشكل جيد، موضحة أن طهران لم تتخذ القرار الذي يتعيّن عليها اتخاذه، مضيفة عبر متحدث باسم الخارجية: "لا يبدو أن أمامنا طريق قريب المدى للتوصل إلى اتفاق مع إيران"، فيما تتهم واشنطنطهران بعرقلة إحياء الاتفاق النووي بإصرارها على وجود ضمانات بعدم تكرار الانسحاب من الاتفاق، فضلا عن مطالبة طهران بإغلاق ملف آثار اليورانيوم المخصب الذي عثر عليه في 3 منشآت نووية سرية. وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن التظاهرات في إيران تعكس مدى رغبة الشعب بالحصول على الحرية والكرامة، مبينا أن بلاده ستساعد الإيرانيين للدخول إلى الإنترنت لإيصال صوتهم للخارج. وقال إن واشنطن تتخذ خطوات ملموسة أيضاً للمساعدة في تسهيل وصول المواطنين الإيرانيين إلى وسائل التواصل حتى يتسنى لهم سماع أصواتهم داخل إيران وخارجها، فيما اعتبرت وزارة الخزانة الأمريكية أن قطع طهران الإنترنت محاولة "لمنع العالم من مشاهدة حملتها العنيفة ضد المتظاهرين السلميين". وبشأن الاتفاق النووي وتأثير الاحتجاجات على ذلك، أوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي، أن المفاوضات حول الاتفاق لن تمنع بلاده من دعم مطالب الشعب الإيراني، مضيفا: "لن نتباطأ بوصة واحدة في دفاعنا ومناصرتنا لحقوق النساء والمواطنين في إيران"، مشددا على أن الدبلوماسية هي الخيار الأفضل للتأكد من عدم حصول إيران على سلاح نووي يمكن أن يهدد العالم به. وتوسعت في إيران على مقتل أميني كما دعا المحتجون سكان العاصمة للخروج إلى الشوارع وأظهرت مقاطع فيديو إطلاق قوات الأمن النار على المحتجين في مناطق عدة، في وقت قُتل أكثر من 75 شخصاً في الحملة الأمنية التي تنفّذها السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين إثر وفاة مهسا أميني في الاعتقال، كما أفادت منظمة حقوقية، فيما تكثف دول غربية الضغط على طهران لوقف العنف في أكبر موجة احتجاجات منذ ثلاث سنوات تقريباً. ونزل المتظاهرون إلى الشوارع مجدداً كما الحال كل ليلة منذ وفاة أميني في 16 سبتمبر إثر توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" بسبب مخالفة في وضع الحجاب. وأطلق محتجون في طهران شعارات مناهضة للمرشد علي خامنئي، وهتفوا "الموت للدكتاتور".