ديجان ستيفانوفيتش، عضو اتحاد لاعبي الكرة العالمي عن سلوفينيا، قال: إنه ينبغي إيداع جوزيه مورينيو السجن لتنمره واضطهاده لكابتن المنتخب الألماني السابق باستيان شفاينشتايغر، عندما حوله مورينهو ليتدرب بمفرده أو مع فريق دون ال 23 سنة منذ توليه مقاليد الأمور في أولد ترافورد، في إشارة واضحة إلى عدم عدم رغبته في الاستعانة بخدماته. وقال ستيفانوفيتش: "إنه نموذج واضح للتنمر فلو جرى هذا الأمر في سلوفينيا لجرمنا مورينيو وطالبنا بإيقاع أقصى عقوبة بحقه وهي السجن 3 سنوات"، ولكن بعدها بفترة قصيرة قدم اعتذاره عن الكلام الذي قاله، ولا أعتقد أنه ليس إحساسا بخطأ ما قاله، ولكن تحاشيا لأي إجراء قانوني قد يطاله بسبب هذا الكلام. الإنسان العادي دائم الانجراف خلف الحماس وإثارة الجدل، وأحيانا يُحسب عليه ما يقوله، فما بالك بشخص متعلم ومثقف، وكان- أو لا يزال- مسؤولاً مهماً أو كما يقال بالعامية (مدير كبير) فهو أجدى بأن يعرف ماذا يقول ومتى يقوله، أو ما يسمى فن التصريح، وفي وسطنا الرياضي لنا نصيب من التصريحات والتعليقات المستفزة، واللا مسؤولة وغير الناضجة أو لنسمي الأمور بأسمائها (التافهة) وهذا يجعلني أتساءل.. هل صاحبها لا يستطيع تمريرها في عقله أكثر من مرة ، ليعرف أثرها المحتمل على الآخرين؟ ألا يفكر قليلاً بتبعات ما سيقوله؟ ولكن لو وجدت أن شخصا ما في منصب مسؤول كبير، يخرج وينتقد المنظومة التي يعمل بها علناً، ستعرف أنه لا يتمتع بالاحترافية، وأن الأمر دليل ضعف للمنظومة وله شخصياً، ففي أي منظومة احترافية لا يصح أن تؤخذ الخلافات والمشاكل للخارج، ولا يتم التحدث بها. فهذا دليل على عدم الاحترافية، التي قد تطال صاحبها العقوبات، بناء على اتفاقيات احترام سرية العمل؛ لذلك أجد نفسي غير قادر أن أتقبل آراء أو إحسان الظن بهكذا أشخاص. نوعية من يسيطر على المشهد الإعلامي الرياضي لا تساعد على تطوير ما يسمى بصناعة الإعلام الرياضي التي تفوق فيها غيرنا- للأسف الشديد. فغالبية من يتصدرون المشهد يندرجون تحت مسمى الصحافة الصفراء، و قبل أن يُؤول أحدهم ما أعنيه بالصحافة الصفراء، فأنا أقصد بها الصحافة غير المهنية التي تهدف إلى إثارة الرأي العام لزيادة عدد المبيعات وإشاعة الفضائح باستخدام المبالغة أو الانحياز؛ لذلك ليس من الغريب اعتماد هؤلاء الأشخاص نهج الإثارة السلبية والتهييج للشارع الرياضي. فالموضوع ببساطة شديدة (بيزنس) ممزوج بالميول، مثل مصور الباباراتزي الذي يدعي أن أخباره هي السبق الصحفي، وأن مصادره هي الموثوقة، وفي الحقيقة هو لا يتكلم أو يغرد سوى بكلام لا يضيف أي شيء لقيمته أو لفكر من يتابعه، مثل مصور الباباراتزي الذي يقتات بالسطو على خصوصيات البشر لمصلحته. الفارق أن ذلك المصور لا يدعي الفضيلة فيما يفعله، فهو يعترف أنه يقتات بالتعدي على خصوصيات الآخرين. بُعد آخر.. كان البشر يشعرون بالأسى على من اتصف بعدم المعرفة (الجهل)، ومن حسن الخلق عدم الاستهزاء به. لكن في هذا الزمان الذي يجب أن تقل فيه هذه الخصلة لوفرة المعرفة ووسائلها تجد في الإعلام الرياضي من يتعمد الظهور بمظهر الجهل لزيادة المتابعات وإثارة الجدل، حتى لو كان ذلك يؤدي إلى تطاول الآخرين عليه.