مع انتهاء ولاية حكومة عبدالحميد الدبيبة أمس (الثلاثاء)، شهدت العاصمة الليبية طرابلس، عمليات تحشيد عسكري متصاعد من الميليشيات المسلحة، بينما تزايدت المخاوف من صدام محتمل بين الحكومتين الليبيتين. واستنفرت الميليشيات المسلحة الموالية للدبيبة قواتها في العاصمة طرابلس، ونشرت تعزيزات عسكرية كبيرة في وسط العاصمة، والشوارع الرئيسة، كما قامت بتطويق المقرات الحكومية، بينما تتمركز ميليشيات مدينة الزنتان الداعمة لحكومة فتحي باشاغا في مداخل العاصمة، بعد دعمها بقوات إضافية، وذلك على وقع صراع سياسي تعيشه البلاد بين حكومتين متنافستين، بما يوحي بتصعيد عسكري محتمل. وتأتي هذه التطورات بعد فشل الأطراف الليبية في التوافق على قاعدة دستورية لتنظيم العملية الانتخابية، بسبب الخلافات المستمرة حول شروط الترشح للرئاسة، كما تتزامن مع نهاية الصلاحية والمدة الزمنية الممنوحة لحكومة الوحدة الوطنية التي حددتها خارطة الطريق التي أقرّها ملتقى الحوار السياسي الليبي. وفي هذا السياق، طالب أعضاء بالمجلس الأعلى للدولة، رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، بتسليم السلطة، معتبرين أن حكومة الوحدة الوطنية أصبحت منتهية الولاية بعد انتهاء المدة الزمنية لخارطة الطريق. ودعا أعضاء المجلس، الداعمون لحكومة باشاغا، في بيان أمس، الدبيبة إلى "تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية بالإسراع في تسليم مقار الحكومة السابقة للحكومة الليبية بشكل سلس، اقتداء بسلفه وبما يعزز قيمة التداول السلمي على السلطة"، مشددين على ضرورة أن يتحمل شاغلو المناصب العليا في المؤسسات السياسية مسؤولياتهم القانونية"، محذرين من أي انقسامات داخل المؤسسات قد تنجم عن تموضعهم الخاطئ.