* إلى الأستاذ محمد علي موسى: زوايا التاريخ لأنه لابد أن يعرف الناس عن محمد حسن فقي شيئاً غير ما عرفوه من شعره ومقالاته، ومن المقالات التي كُتبت عنه بعد وفاته. ولأن ما ينبغي أن يُكتب عنه وأنت من أعرف الناس بذلك كثير كثير. كان يُكتب عنه في شخصه، في هذه الطبيعة القويّة الشامخة، وذلك الاستعداد للعطاء، والحماس والثبات على ما يراه صواباً، والمقاومة الشرسة لما يراه باطلاً، مع ما يبدو من رقّته وهدوئه وأناقته ورشاقته. لأنه لابد أن يَكتب عنه شخص عرفه، كما يعرف نفسه، قبل أن يصبح هو نفسه ذكرى، فأنت مَن ننتظر أن تكتب عنه في شخصه وفي كل شيء، فقد كنت قريباً منه، ومن فكره ووجدانه، وكانت لك قراءات ومقدمات لبعض أعماله الشعرية، وكانت تدل على مبلغ الدقة والأناة والجمال في قراءة ما كان ينفثه هذا المصدور، بحيث إذا ذكرناه تذكرناك. * إلى الدكتور عبدالمحسن فراج القحطاني: دنيا الأدباء إلى متى يستمر بعض أصحابنا نهباً لحب كل ما هو غربي وغريب؟ وأطم من ذلك أن يعوّدوا طلابهم على التمرد على المستقرّ من علومنا وثوابتنا؟ وهل يرضى أحدنا أن يتخرج من تحت يديه أعاجم أغراب كارهون لكل تراثنا من كتب الفقه والحديث والتاريخ والنحو والصرف والتجويد والبلاغة والأدب؟ وما هو دور الأندية الأدبية في ذلك؟ بل ما دورها في تصحيح الصورة؟ ما دورها مثلاً في حركة تتبع أخطاء من سبقونا، بدعوى التطوير والتجديد، في حين لا يجوز سحب المتعارف عليه الآن على العصور السابقة، فالغايات مختلفة، والمصطلحات متباينة؟ والأمر يحتاج إلى توضيح، لئلا يستمروا في ظلم النفس والحقيقة. * الأستاذ محمد معروف الشيباني الركن الركين منذ زمن ولا جواب يسمع منك على هذا "الانسحاب" من عالم "النشر" الذي خبرته وخبرك. هناك أكثر من سؤال يطرح ولكن لا جواب إلا لديك وأنت لائذ بالصمت والصمت الرهيب على رأي عبدالحليم حافظ في إحدى أغنياته الشهيرة. على كلٍّ مازال في الوقت متسع أن نسمع منك ما يروي غليل من يريد أن يروي غليله، ودمت سالماً.