شددت دول غربية على أهمية معاقبة روسيا على جرائمها التي ارتكبتها في أوكرانيا، إذ وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس (الأحد)، قتل المدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية بأنه "ضربة مؤلمة"، فيما اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، روسيا بارتكاب "مجزرة متعمّدة" في بوتشا غداة العثور على عشرات الجثث في هذه المدينة الواقعة في شمال غرب كييف بعد تحريرها من القوات الروسية. وقال كوليبا: "إن مجزرة بوتشا كانت متعمّدة. الروس يريدون القضاء على أكبر عدد ممكن من الأوكرانيين. يجب أن نوقفهم ونطردهم. أطالب بعقوبات جديدة مدمرة من مجموعة السبع حالًا"، مؤكدا العثور على 57 جثة في مقبرة جماعية في بوتشا قرب كييف، بينما دعت لندن إلى التحقيق في الهجمات الروسية على مدنيين أوكرانيين باعتبارها "جرائم حرب". وطالبت وزيرة خارجية بريطانيا ليز تروس بفتح تحقيق بالهجمات الروسية العشوائية ضد المدنيين بأوكرانيا، في وقت قال وزير خارجية هولندا فوبكا هوكسترا: "نشعر بالصدمة جراء الروايات عن جرائم القوات الروسية في أوكرانيا". وأكدت وزيرة خارجية أستراليا ماريز باين أن "استهداف الأبرياء في أوكرانيا أمر مشين"، وطالبت "بمحاسبة روسيا على تصرفات قواتها في أوكرانيا". وعبّر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، عن صدمته من صور الفظائع التي قال إن الجيش الروسي ارتكبها في مدينة بوتشا الأوكرانية، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض المزيد من العقوبات على موسكو. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يساعد أوكرانيا والمنظمات غير الحكومية في جمع الأدلة اللازمة للمقاضاة في المحاكم الدولية. وتابع: "هناك المزيد من العقوبات والدعم من الاتحاد الأوروبي في الطريق"، كما أعرب عمدة العاصمة الأوكرانية كييف، فيتالي كليتشكو، عن صدمته إزاء ما وصفها ب"جرائم الحرب الوحشية" التي ارتكبها الجنود الروس في بلدة بوتشا الواقعة شمال غرب العاصمة. واستهدفت موسكو أمس مخازن للوقود في مدينة أوديسا الساحلية جنوبأوكرانيا، حيث أشار الإعلام الأوكراني لغارات جوية روسية ضربت مدينة أوديسا جنوب البلاد، مضيفاً أن الدفاعات الأوكرانية تصدت للغارات الروسية ودمرت صواريخ عدة. كما أفاد الإعلام الأوكراني باندلاع حرائق عدة في مدينة أوديسا جراء القصف الروسي، وتصاعد 3 أعمدة من الدخان الأسود في منطقة صناعية بالمدينة. وطالبت السلطات المحلية في أوديسا من سكان المدينة بإغلاق النوافذ. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 3 مخازن وقود ومصفاة نفط في أوديسا بصواريخ عالية الدقة، وأكدت أن المنشآت النفطية كانت تمد القوات الأوكرانية بالقرب من ميكولايف بالوقود. إلى ذلك، أعلن الكرملين، أمس، أنه يأمل في "التوقيع على اتفاق مع أوكرانيا كنتيجة للمحادثات". وقال الكرملين إن "العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ستحقق كل أهدافها"، وتوقع "حوارا مع أوروبا آجلا أو عاجلا" بعيدا عن موقف واشنطن. وقال كبير المفاوضين الروس، إنه لا توجد مسودة اتفاق سلام جاهزة لعقد أي اجتماع على مستوى كبير، مشيراً إلى أن المحادثات مع أوكرانيا ستستأنف اليوم. وذكر كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي، عبر تطبيق تليغرام": "مسودة الاتفاق ليست جاهزة لتُقدم إلى اجتماع على المستويات العليا. أكرر مرارا وتكرارا.. موقف روسيا بشأن القرم ودونباس لم يتغير".