لا تخلو الحياة الزوجية من المشاكل مهما بلغ الود بين الزوجين، وبقدر تفهمهما لطبيعة الحياة تتلاشى الأخطاء البسيطة ويحل الغفران محل النكران والألفة بدلًا من الترصد، ولكن مع تسارع الحياة وتشابك الضغوط النفسية والأسرية يقع سوء التفاهم والذي قد يتفاقم حتى يصل إلى تدمير الحياة الزوجية. وهنا يبرز دور الإرشاد الأسري سواء الذي تُقدمه وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أو بعض الجمعيات الأهلية أو الأطباء النفسيين والخبراء في العلاقات الزوجية، ليقدموا للزوجين الحلول التي يحتاجونها من واقع العلم والخبرة. ورغم أهمية هذه الاستشارات على استقرار الأسرة إلا أن الوعي بأهميتها لا يزال ضعيفًا، سواء كان ذلك بسبب الخوف من الوصمة أو التقليل من أهميتها واعتقاد كل طرف أنه أدرى بشؤون أسرته، ويؤدي ذلك إلى استمرار الأخطاء وتراكمها، ولا يتم اللجوء إلى الاستشارة إلا بعد تعقد الأمور والوصول لطريق مسدود. وما لا يدركه كثير من الناس أن الاستشارات الأسرية تساعد -بالفعل- في علاج مشكلات كبيرة وتمثل دعمًا حقيقيًّا للأسرة في كثير من الأحيان، خاصةً أن المشكلات التي تحدث عادة بين حديثي الزواج أو تلك التي تتعلَّق بالممارسات الخاطئة في تربية الأبناء، تتطلب أن يتم حلها برؤية أكثر خبرة، حتى لا تتفاقم. حل النزاعات هنا سرد لرأي بعض افراد المجتمع حول اهمية الارشاد الاسري يقول :عبد الله : أنا أؤيد الذهاب إلى مستشار أسري لحل الخلافات الأسرية ، لكن هذا ليس القرار الأول فتوجد طرق قبل الذهاب إلى مستشار، وأفضل الذهاب إلى مستشار من الذهاب إلى إحدى العائلتين لحل الخلافات. خالد: أنا أؤيد الذهاب إلى مستشار أسري لافتا إلى أن بعض الأسر ما زالت تعتقد أن الذهاب إلى مستشار أسري أمر معيب ، ومن الأفضل الذهاب إلى أحد أفراد الأسرة الأكبر لحل النزاعات. بدرية عبدالعزيز : أنا ضد الذهاب إلى مستشار أسري ومع ذلك ذهبت لأرى ما إذا كان بإمكانه مساعدتي ، لكنني لم أفقد شيئًا سوى وقتي وأموالي فكانت المستشارة تنصحني بناءً على تجربتها الشخصية وليست تجربتي ، وكان لكل واحدة تجربة مختلفة جمعتنا معاً بنصيحة واحدة. سعاد علي : أنا أؤيد الذهاب إلى مستشار أسري ، برأيي المستشار المؤهل لديه الامكانيات والاستراتيجيات لحل الخلافات الأسرية والعكس عند الذهاب إلى أحد أفراد الأسرة ، فكلا العائلتين ستقفان مع ابنهما وابنتهما. مفهوم جديد في هذا السياق أكد مختصون أن الإرشاد الأسري يعتبر ، مفهوما حديثا ظهر في الدراسات الاجتماعية، بعد أن طغت تغيرات واسعة ومتسارعة على المجتمعات الإنسانية، ويهدف الإرشاد الأسري لمعاونة الشخص من خلال علاقة مهنية بين المرشد والمسترشد، تحكمها مبادئ وأخلاقيات، كما أنه آلية هامة لحياة هادئة ومتوازنة. نسخة مكررة عرفت المستشارة الأسرية هدى الأحمدي الاستشارات الأسرية قائلة : هي مجموعة من الجلسات الاستشارية والارشادية لتوجيه المستفيد للتعرف على امكاناته وقدراته الشخصية لتوظيفها بهدف الوصول لأقصى انتاجية ممكنة وقالت يتعامل المستشار مع الناس بشكل يومي، لهذا يحتاج إلى تواصل ممتاز من أجل نقل معارفه وتوجيه العملاء بأفضل طريقة ممكنة ، ويجب أن يتمتع كل مستشار بمهارات عديدة بهذه المهارات يتمكن من كسب الناس، نشر الأمان، الاحترافية وفهم تماماً ما الذي يجب عليه القيام به ليقدم نتائج إيجابية. نتائج سلبية الأخصائي النفسي سلطان الشهراني قال هناك عدة اثار نفسية تتعرض لها الأسرة عندما تذهب لاستشاري أسري غير مؤهل واولها: أن نتائج الاستشارة من غير مختص تكون سلبية جدًا وليست مبنية على علم ومعرفة للطرق العلاجية للسلوك والافكار، وانما على مجموعة من النصائح التي قد لا تناسب الوضع النفسي والفكري للأطراف. ثانياً : الشخص غير المختص قد تتأثر استشارته بعاطفته او المواقف التي مر بها في حياته، أو المواقف التي مر بها قريبون منه، مما يجعله يقيس مشكلتك على نفسه ويعطيك المشورة وفق ما يناسبه هو وليس وفق افكارك وسلوكك ودوافع السلوك لديك أنت وشريك حياتك. ثالثاً: الكثير من الاستشارات تأتي لتصلح ما افسدته استشارات غير المختص ، ولكن بعد فوات الاوان. توفر التصنيف وفيما يتعلق بكيفية الحد من عدم ممارسة الدخلاء على مهنة الاستشاري الاسري عملهم : الشهراني هناك جانبان: الجانب الاول من الجهات الرقابية بالتأكد من توفر التصنيف المهني للأخصائي النفسي أو الاخصائي الاجتماعي. الجانب الثاني يكون من نفس الشخص الذي يأخذ الاستشارة من أن يتأكد فعلياً من جودة الاستشارة المقدمة وانها متوافقة مع ما يعزز الجوانب الايجابية في الحياة لدى الطرفين. الأخصائي الاجتماعي عبدالله العباد وعن هل أصبحت الاستشارات الاسرية ظاهرة أجاب الأخصائي الاجتماعي عبدالله العباد قائلاً : في الحقيقة لا توجد إحصائيات دقيقة بذلك ، لكن ما نراه من وجود مراكز الاستشارات الأسرية التابعة للدولة والمنتشرة في معظم مناطق المملكة فهناك إقبال على الاستشارات الأسرية بشكل جيد ، وهذا مؤشر جيد على ارتفاع الوعي في المجتمع بأهمية الاستشارات عند المختصين ، ومن أهم السلبيات وهو موجود في كل المجالات والتخصصات وهو وجود أشخاص في الساحة على أرض الواقع او من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من يقدمون استشارات وهم غير متخصصين اكاديمياً (كأخصائي اجتماعي او أخصائي نفسي)، وهؤلاء من يسيئون لهذا المجال، ولكن هناك توجه من الدولة للحد من هذا التدخل من غير المختصين في هذا المجال. وأشار إلى أسباب كثرة ظهور الاستشارات الاسرية في المجتمع قائلاً: المشاكل الاسرية كانت موجودة ولا تزال وهذا طبيعي في العلاقات البشرية باختلاف نوعها وحجمها ، وأما ظهور الاستشارات باعتقادي بسبب الوعي والاهتمام على مستوى الحكومات والمنظمات والمجتمع بشكل عام وبروز المشاكل على السطح من خلال الاعلام والتواصل الاجتماعي. وعن كيفية حل الخلافات عندما تكون العائلات أو الأزواج غير راغبين لذهاب للاستشارة الأسرية قال: ممكن من خلال رفع الوعي والوقاية والحماية من خلال التثقيف عبر منصات التواصل والاعلام الرسمي ، ووجود مناهج دراسية في المدارس والجامعات ، والزام المتزوجين بدورات الأسرية والزوجية كشرط لإتمام العقد والزواج (رخصة زواجية)، ومن خلال هذا التثقيف يتم تشجيع الناس ودفعهم للاستشارات لعلاج المشاكل ، كما في الامراض الجسدية والتي لا تعالج بالتثقيف وانما في العيادة للفحص والتشخيص والعلاج ، وكلنا تفاؤل بمستقبل أفضل وبوعي أكثر ومسؤولية أكبر في رفع جودة الحياة الزوجية والأسرية إن شاء الله. اشتراطات معتمدة المحامية الجوهرة السرحاني قالت: طبقاً للقواعد التنفيذية الواردة في اللائحة التنظيمية لمراكز الإرشاد الاسري الصادر عام 1441 وكما نص في مادته 23، فتتم معاقبة منتحل صفة المستشار الاسري بغرامة لا تزيد عن 50 الف ريال، فضلا عن اغلاق المركز ومنعه من مزاولة النشاط حتى الحصول على الترخيص. وفيما يتعلق بكيفية معرفة ما اذا كان المستشار الاسري مؤهلاً ذكرت: لها عدة اشتراطات معتمدة من وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والواردة في اللائحة التنظيمية لمراكز الارشاد الاسري ، كما ذُكر في الفصل الثاني المادة الثالثة يجب توفر الاشتراطات التالية: سعودي الجنسية ، الا يقل عن 18 سنة، الا يكون موظفا حكوميا، الا يكون قسبق فصله تأديبياً من الخدمة الحكومية مالم يمضِ على ذلك ثلاث سنوات على الاقل، الا يكون قد صدر بحقه حكم نهائي بإدانته في جريمة مخلة بالشرف والأمانة مالم يُردّ له الاعتبار، الا يكون حاصلا على ترخيص لمركز سابق سبق تم اغلاقه لمخالفته مالم يمض على ذلك 3 سنوات. وأشارت إلى أنه من ضمن شروط العمل الارشادي الحصول على شهادة بكالوريوس في أحد التخصصات التالية ( ارشاد اسري ، الارشاد النفسي ، العلاج الاسري ، او الارشاد الاجتماعي او علم الاجتماع او علم النفس او الخدمة الاجتماعية) والخدمات الارشادية وتقديم الاستشارات مجالها ليس مفتوح فيوجد مواضيع محددة يتم تقديم فيها استشارات: المشكلات الاجتماعية والاضطرابات السلوكية النفسية والمشكلات التربوية والمشكلات الأسرية المشكلات الزوجية وبرامج تأهيلية للمقبلين على الزواج. أبرز المشكلات يتعامل الارشاد الاسري مع حزمة من المشكلات الأسرية منها العنف الأسري، إيذاء ضد أحد الزوجين، إيذاء أحد أفراد الأسرة الآخرين، التصدع الأسري، مشكلات الأبناء، الخلافات الزوجية، فضلا عن المشكلات الشخصية ، إلحاق ضرر بالآخرين، إلى جانب المشكلات العاطفية، والنفسية والاكتئاب، الرهاب الاجتماعي، الخرف القلق ، الوسواس انحراف وجريمة، مشكلات الطفولة، والمراهقة. إلى جانب المشكلات الدراسية، ومشكلات سوء التكيف الدراسي ، وضعف أو سوء التحصيل الدراسي، والهروب من المدرسة. هناك فئات مستهدفة من الارشاد الأسري منهم الأسر المعرضة للتفكك بأشكاله المختلفة، الأرامل والمطلقات اللاتي لا يستطعن السيطرة على أبنائهن، الآباء الذين يفتقدون الآلية المناسبة لتوجيه أبنائهم، المتزوجون الجدد الذين يحتاجون إلى ما يعينهم على تجنب الوقوع في المشكلات التي تهدد حياتهم الأسرية، الأطفال والفتيات والفتيان المعرضون للإيذاء.