ليس مقتصراً علي العنف الجسدي، فالعنف هو أي سلوك يهدف لاكتساب القوة والسيطرة؛ والإساءة هي سلوك مكتسب بمعنى أنها ليست بسبب الغضب أو المشاكل النفسية والعقلية أو أي أعذار أخري شائعة. عندما يفكر الناس بالعنف المنزلي فإنهم عادة ما يفكرون من منظور الاعتداء الجسدي الذي ينتج عنه إصابات مرئية للضحية؛ وهذا نوع واحد فقط من سوء المعاملة فهناك عدة فئات من السلوك التعسفي ولكل منها عواقبه المدمرة؛ فهي قد تعرض الضحية للموت ولكن التدمير طويل الأمد للشخصية المصاحب لأشكال الإساءة الأخرى كبير ولا يمكن التقليل منه. الضرب هو وسيلة للهيمنة والسيطرة على الضحية وسلوكها والاعتقاد بأن هنالك ما يبرر هذا السلوك العنيف تجاهها؛ وما ينتج عن ذلك من سوء المعاملة هو القضية الأساسية في إساءة معاملة الطرف الآخر؛ والعنف ينقسم منه عدة جوانب كمراقبة الهاتف وعدم السماح بإبداء الرأي أو حرية الاختيار أو الاعتداء علي الخصوصية وكذلك استخدام الأطفال عن طريق التهديد بقتلهم أو إيذائهم أو كل ما يتعلق بتهديد حياتهم. السلوك العنيف هو سلوك ناجم عن شخص يستغل ضعف الطرف الآخر ولا يمكن أن يكون بالداعي سلوكاً ظاهرياً فهناك أنواع من العنف تُمارس لا تُلاحظ مثل العزلة وهي شكل من أشكال الإساءة غالبًا ما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالسلوكيات المسيطرة؛ فهي ليست سلوكًا منفردًا لكنها نتيجة لأنواع عديدة من السلوكيات المسيئة؛ من خلال منع الضحية من رؤية من يريد أو القيام بما يريد أو التحكم في طريقة تفكيره حيث يقوم المعتدي بعزل الضحية عن الآخرين الذين يمكن أن يساعدوه على ترك العلاقة؛ وهنا يقوم بعزله من خلال إبقائه معزول اجتماعيًا ممنوع من الاتصال بالعالم الذي قد لا يعزز تصورات المعتدي ومعتقداته؛ وكذلك الإساءة اللفظية من تهديد وإكراه وكذلك تهديد اقتصادي وهو استغلال مالي للسيطرة عليه. هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس يبقون في علاقة مسيئة؛ فالعلاقات معقدة بسبب عوامل متعددة؛ منها التبعية وهي اعتمادهم مالياً أو عاطفياً أو اجتماعيًا على المعتدي؛ كذلك الخوف بسبب التهديد بالإيذاء أو القتل أو الأطفال أو أحد أفراد الأسرة؛ أو الشعور بالعزلة وهو إحساس ينتج غالبًا بسبب أن الضحية يكون صاحب اتصال محدود بالعالم الخارجي بسبب العزلة التي عاشها؛ على الرغم من وجود أنواع عديدة من سوء المعاملة إلا أنه ليس مبررا أن يتعرض الناس لها؛ أن تكون عنيفًا تجاه إنسان آخر هو إنكار لحقوقه إذ يتسبب العنف في ضرر جسيم وطويل الأمد للضحايا فهو ينتج عنه انهيار أنظمة القرابة والفقر وتعاطي المخدرات وإبعاد الأطفال والحزن والصدمات الموروثة. ويتطلب القضاء على العنف مجموعة من التدخلات التي قد تختلف عن الأساليب التقليدية للجريمة والملاحقة القضائية؛ على سبيل المثال ضحايا العنف لهم الحق باستخدام القانون بالطرق التي يرون أنها ستحسن سلامتهم علي أفضل وجه دون الإضرار بهم.