مع انتهاء دور المجموعات في كأس الأمم الأفريقية الثالثة والثلاثين، شهدت البطولة التي تستضيفها الكاميرون العديد من الوقائع الغريبة والمحرجة لسمعة الدولة المضيفة والاتحاد الإفريقي لكرة القدم. البطولة انطلقت في التاسع من الشهر الجاري، بعد فترة طويلة من الشد والجذب، وشكوك حول قدرة الكاميرون على استضافتها. وكان النجم السابق صامويل إيتو، رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، قد أخذ على عاتقه مهمة الدفاع عن حق القارة في إقامة بطولتها الخاصة بالمنتخبات، متحديا كل من طالب بتأجيلها أو إلغائها، لكن يبدو أن بلاده خذلته بتنظيم مخيب للآمال. فيما يلي نسلط الضوء على بعض عجائب وغرائب البطولة حتى الآن. السطو على إعلاميين جزائريين تعرض 3 صحفيين من الجزائر للاعتداء والسرقة في مدينة دوالا الكاميرونية، التي احتضنت لقاء منتخب الجزائر أمام سيراليون. وقد قدم صامويل إيتو اعتذاره للصحفيين الجزائريين. وقال: إن "السلطات ستعمل على ضمان سلامة الصحفيين الجزائريين، يجب أن يشعروا بالأمان كما لو كانوا في الجزائر العاصمة". زواحف فندق تونس نشر النجم التونسي غيلان الشعلالي صورة لزواحف في الفندق الذي تقيم به بعثة "نسور قرطاج"، ليكشف جانبا من جوانب التنظيم السيئ. كرات غير صالحة شهد لقاء مصر ونيجيريا استبدال أكثر الكرة أكثر من 3 مرات، بعدما فرغت من الهواء، وهو أمر يندر حدوثه في بطولة بهذا الشأن. جاروا بلا جهاز أشعة أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم في اليوم التالي لمباراة نيجيريا عن إصابة أكرم توفيق لاعب الفراعنة بقطع في الرباط الصليبي. وقال الاتحاد المصري في بيانه إن توفيق، وزميله أحمد فتوح الذي أصيب في نفس المباراة، لم يتمكنا من الخضوع للفحص في مدينة جاروا التي احتضنت اللقاء بسبب تعطل جهاز الأشعة بالمستشفى، وعدم وجود جهاز آخر في المدينة. حافلة الجزائر تلقى لاعبو منتخب الجزائر صدمة كبيرة بعد خروجهم من أحد تدريباتهم حيث وجدوا أن الحافلة المخصصة لهم رحلت دون سابق إنذار، فاستقل نجوم المنتخب الجزائري سيارات صغيرة لينتقلوا من ملعب التدريبات إلى مقر الإقامة. الفضيحة الكبرى شهدت مباراة تونس ضد مالي فضيحة تحكيمية، بعدما قرر الحكم الزامبي جاني سيكازوي إنهاء اللقاء بشكل مفاجئ قبل نهاية الوقت الأصلي مرتين، الأولى في الدقيقة 85 والثانية في الدقيقة 89، فاعترض الجهاز الفني للمنتخب التونسي بقيادة منذر الكبير على الحكم بعد إطلاق صافرة النهاية لعدم احتساب أي وقت ضائع وإنهاء المباراة قبل وقتها الأصلي بثوان، لكن سيكازوي أصر على قراره ليخرج الحكام والفريقان من الملعب، وبعد عدة دقائق، عاد هيلدر مارتينز دي كارفاليو، الحكم الرابع لمباراة تونسومالي، مع المساعدين لاستئناف المباراة بدون سيكازوي، ليعود الماليون لأرض الملعب للعب الوقت المتبقي. لكن المنتخب التونسي فضل عدم العودة لاستئناف المباراة، في حدث هو الأول من نوعه في ملاعب الساحرة المستديرة. نشيد وطني قديم تسببت فوضى مباراة تونسومالي في تأخير انطلاق لقاء موريتانيا مع جامبيا في نفس المجموعة وعلى نفس الملعب، وبدأت بعد موعدها المقرر ب45 دقيقة؛ حيث فوجئ لاعبو موريتانيا بعزف النشيد الوطني القديم لبلادهم وليس النشيد الحالي. الأمر المؤسف أن المنظمين حاولوا أكثر من مرة عزف النشيد الصحيح لكن دون جدوى، ليتم تشغيل نشيد جامبيا فقط. تهديد أمني طالبت اللجنة المنظمة لكأس أمم أفريقيا وفود المنتخبات في مدينة ليمبي غرب الكاميرون بتوخي الحذر على خلفية تهديدات إرهابية "جدية". وكانت وسائل إعلام محلية، قد ذكرت في وقت سابق، أنه سمع دوي إطلاق نار على بعد ساعة من المدينة التي تحتضن منتخبات المجموعة السادسة؛ حيث يشن متمردون انفصاليون هجماتهم على المدنيين والجيش في تلك المنطقة من الكاميرون منذ عام 2017. نوم الرئيس أثناء لقاء منتخبي جزر القمر ضد الغابون، التقطت الكاميرات نوم الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أثناء اللقاء. أين المترجم؟ المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة المغرب وجزر القمر في الجولة الثانية بالمجموعة الثالثة، شهد أزمة أيضا، وكان بطلها حارس مرمى "أسود الأطلس" ياسين بونو. فبينما كان بونو نجم إشبيلية الإسباني يرد على أسئلة الصحفيين باللغة العربية، فوجئ بطلب من ممثل اللجنة المنظمة في المؤتمر الصحفي بتغيير لغته إلى الفرنسية أو الإنجليزية، حيث "لا يوجد مترجمون"، فبدا على بونو الغضب من الطلب، ليرد بأن "عدم وجود مترجم من العربية إلى الفرنسية أو الإنجليزية هي مشكلة لا تخصه". ورفض الحارس المميز ترجمة ما يقوله بعد الرد باللغة العربية، وترك المسؤول عن تنظيم المؤتمر الصحفي في ورطة جديدة تنضم إلى سلسلة أزمات البطولة.