اكتمل عقد المنتخبات المتأهلة إلى الدور ربع النهائي لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة حالياً في أنغولا بعد انتهاء الجولة الأخيرة من دور المجموعات، وتأهل منتخبا أنغولا والجزائر عن المجموعة الأولى، وكوت ديفوار وغانا عن المجموعة الثانية، ومصر ونيجيريا عن المجموعة الثالثة، وزامبيا والكاميرون عن المجموعة الرابعة. وتلتقي أنغولا مع غانا وكوت ديفوار مع الجزائر غداً (الأحد)، في حين تلتقي مصر مع الكاميرون وزامبيا مع نيجيريا بعد غد (الاثنين). وشهد اليوم الختامي للدور التمهيدي قمة الدراما والإثارة في آخر مباراتين بالمجموعة الرابعة، إذ تأرجحت نتيجة مباراة تونس والكاميرون حتى انتهت بالتعادل 2-2، ما منح الكاميرون بطاقة التأهل في حين ودعت تونس، فيما قلبت زامبيا التوقعات وهزمت الغابون 2-1 وبلغت ربع النهائي، وبعد جدل كبير لعدم وضوح لوائح البطولة حسم الاتحاد الافريقي (الكاف) ترتيب المتأهلين عن المجموعة، إذ جاء زامبيا في المركز الأول والكاميرون في المركز الثاني. وكان تغيير قواعد التأهل إلى الدور الثاني في البطولة أدى إلى اضطراب كبير خصوصاً بعد تساوي ثلاثة منتخبات برصيد 4 نقاط، وهي زامبيا والكاميرون والغابون في حين خرج المنتخب التونسي بعد احتلاله المركز الرابع برصيد 3 نقاط. وتنص المادة 14 من لائحة التأهل بالبطولة الحالية على أنه إذا تساوى منتخبان أو أكثر في عدد النقاط، يتم الاحتكام أولاًَ إلى عدد النقاط في المُواجهات المباشرة بين هذه المنتخبات، ثم إلى فارق الأهداف التي سجلها كل منهم في شباك الآخر، وأخيراً يتم اللجوء إلى عدد الأهداف الذي سجلها كل منهم في شباك الفرق المتساوية معه في النقاط، وبتطبيق هذا «اللوغاريتم» على المجموعة الرابعة نجد أن فارق النقاط في المواجهات المباشرة بين منتخبات زامبيا والكاميرون والجابون هو «صفر» لأن كل منتخب منهم فاز على الآخر في مباراة وخسر أخرى، وكل منهم يمتلك 3 نقاط في رصيد المواجهات المباشرة. وإذا ذهبنا إلى فارق الأهداف في المواجهات المشتركة، فقد سجلت زامبيا في شباك الكاميرون والغابون 3 أهداف، وتلقت منهما 3 أهداف أيضاً، وكذلك الحال بالنسبة للمنتخب الكاميروني سجل 3 أهداف وتلقت شباكه مثلها، في حين سجلت الغابون في شباك الكاميرون وزامبيا هدفين وتلقت مثلهما، إذن ففارق الأهداف في المواجهات المُشتركة هو «صفر» للمنتخبات الثلاثة ولم يتبق للفصل إلا البند الأخير من المادة 14، وهو عدد الأهداف التي سجلها كل من هذه المنتخبات في شباك منافسيه، هذا البند رجّح كفة زامبيا، إذ سجلت 4 أهداف في شباك الكاميرون والغابون، في حين سجلت الكاميرون في شباك زامبيا والغابون 3 أهداف، واكتفت الغابون بتسجيل هدفين فقط في مرمى زامبيا والكاميرون. وعلى رغم المواجهة القوية التي تنتظر حامل اللقب، سادت حال من التفاؤل بين أعضاء بعثة المنتخب المصري عقب علمهم بمواجهة الكاميرون في ربع النهائي. وقال المدير الفني لمنتخب مصر حسن شحاتة: «أنا متفائل بمواجهة الكاميرون وستكون بوابة العبور لنصف النهائي، الجدل حول هوية المنتخب المنافس لنا في ربع النهائي لم تؤثر في اللاعبين، لأننا فريق كبير ولن تفرق معنا مواجهة زامبيا أو الكاميرون». يذكر أن المنتخب المصري كان قد أحرز لقب النسخة الماضية على حساب نظيره الكاميروني، عندما نجح في التغلب عليه مرتين في المباراة الافتتاحية 4-2، ثم في اللقاء النهائي 1-صفر. وبدأ منتخب «الفراعنة» أمس (الجمعة) تحضيراته لمواجهة «الأسود» فيما وصلت بعثة الكاميرون أمس من مدينة لوبانغو إلى بانغويلا التي تحتضن اللقاء، ويخوض رفاق صامويل إيتو تدريباً واحداً على ملعب المباراة. وشاء القدر أن يمر المنتخب المصري بطريق ملغم للحفاظ على لقبه إذ إنه في حال تخطيه الكاميرون سيصطدم بكوت ديفوار أو الجزائر في نصف النهائي، ولا تختلف رغبة المنتخب الكاميروني في الثأر من المصريين عن رغبة المنتخب الايفواري الذي خسر من بطل افريقيا 3 مرات في البطولتين الماضيتين 2006 و2008. من جهته، حذر المهاجم المصري محمد زيدان من خطورة المنتخب الكاميروني «هزمناهم مرتين في 2008 لذا فهم يعملون لنا ألف حساب».وأكد زيدان رغبته في تقديم إنجاز جديد للمصريين. وقال: «أريد مشاهدة بطولة كأس العالم المقبلة ومصر فائزة بكأس افريقيا للمرة الثالثة على التوالي». وكان لزيدان الدور الأبرز بين لاعبي منتخب مصر عام 2008 حينما قاد الفريق للفوز على الكاميرون مرتين. وأوضح زيدان عدم رضاه عن مستواه حتى الآن مع منتخب مصر في المباريات التي شارك فيها أمام نيجيريا وموزمبيق وبنين. من جهته، أشاد المهاجم الكاميروني صامويل إيتو بالأداء الذي قدمه فريقه أمام تونس. واعترف مهاجم إنتر ميلان الإيطالي بأن مدافعي «الأسود» ارتكبوا العديد من الأخطاء خلال المباراة منها خطأ الهدف الثاني، موضحاً أن صغر لاعبي الدفاع وافتقادهم للخبرة هو السبب في هذه الأخطاء. ويرى إيتو أن المباراة كانت صعبة لنجاح تونس في تسجيل هدف مبكر، مشدداً على نجاح فريقه في العودة سريعاً وأنه كان قريباً من الفوز في النهاية. وقال إيتو: «لا بد من أن نسامحهم على هذه الأخطاء الصغيرة، ونشجعهم لأنهم يرتدون قميص المنتخب الكاميروني». وسجل المدافع الكاميروني الشاب شيدو هدفاً في مرماه وضع «نسور قرطاج» في المقدمة قبل أن تعادل الكاميرون النتيجة. من جانبه، أكد المهاجم التونسي أمين الشرميطي حزنه الشديد لخروج منتخب بلاده من الدور الأول للبطولة وقال مهاجم اتحاد جدة السعودي: «خرجنا مرفوعي الرأس بعد التعادل مع الكاميرون ولم نبخل بقطرة عرق وأدينا مباراة رائعة تحسب لنا لوجود لاعبين جدد وصغار السن على عكس المنتخب الكاميروني الذي يضم العديد من اللاعبين المحترفين في أقوى الدوريات الأوروبية وأصحاب خبرات هائلة في البطولات الافريقية». وأوضح أن المستقبل القريب سيشهد منتخباً تونسياً قوياً بلاعبين أكثر نضجاً قادرين علي تعويض الإخفاقات والتحليق في سماء البطولات الافريقية.