تلبس مزارع الورد في الطائف خلال شهر مارس القادم رداء مختلفا حيث يبدأ الورد الطائفي في الإزهار لمدة تتراوح من 40 إلى 50 يوماً، فتكون شُجيرة الورد محملة بالأقماع , وفي كل يوم تتفتح وتزهر بكميات محدودة، و يُجنى الورد المتفتح يومياً إلى أن يبلغ أعلى مستوى له، ثم يبدأ بالتناقص تدريجياً إلى أن ينقطع، حيث لا تُزهر هذه الوردة إلا مرة واحدة في كل عام، وهذه حالة ينفرد بها الورد الطائفي الذي تنتشر زراعته في مدينة الطائف، خاصة في المناطق الجبلية مثل الهدا والشفا، ووادي محرم، والطلحات، ووادي الأعمق، ووادي البني، وبلاد طويرق والمخاضة، حيث يعتبر الورد الطائفي الشذا العطري، والعلامة الوردية الفارقة والجاذبة سياحياً. وخضع الورد الطائفي للعديد من الأبحاث والدراسات العلمية لتطويره، والوصول إلى منتج ذي أثر بالغ على تنمية الفرد والمجتمع، والرقي بالمنتجات الصناعية السعودية للمستوى العالمي، وتحقيق الريادة في الورد الطائفي ومنتجاته من خلال توجيه الأبحاث، التي تهدف إلى تعميق ثقافة زراعة الورد والطرق العلمية الكفيلة بزيادة المنتج، وتتبع المشاكل الزراعية له، والدراسات التي تجعل من ورد الطائف داعماً اقتصادياً من دعامات التنمية المستدامة. وواصلت أبحاث الورد الطائفي إلى تطوير عمليات استخلاص الزيوت من الورد الطائفي بتطبيق الطرق الحديثة، والاستخلاص بالسوائل ما فوق وما دون الحرجة، والاستخلاص بالميكروويف، الاستخلاص بالموجات فوق الصوتية، وإجراء أبحاث لحماية الورد من الأمراض الميكروبية والطفيلية والحشرية، وأبحاث مقاومة الملوحة في نباتات الورد الطائفي باستخدام حامض الجبريلليك، وأبحاث تقييم فاعلية المعاملة بجسيمات الفضة النانوية في مكافحة مرض صدأ الأوراق لنبات الورد بالطائف، ونشر المطبوعات العلمية عن التنوع الجيني داخل وبين عشائر الورد الطائفي، وطرق إكثار الورد وغيرها. وتوسعت أعمال الورد الطائفي إلى عقد العديد من الورش والندوات في استخلاص زيت الورد الطائفي، وزراعة الورد الطائفي (من العقلة إلى الزهرة)، والمكافحة البيولوجية للآفات المهددة للورد، وتوسعت هذه الأعمال إلى تنمية مهارات مزارعي الورد الطائفي والمهتمين بصناعات العطور والمنتجات الثانوية المرتبطة بالورد الطائفي، وإكساب المزارعين المهارات العملية التطبيقية والمعارف النظرية باعتبارهم قوى عاملة، والتعرف على الخبرات المتوارثة من قدامى منتجي الورد الطائفي وتطوير العمل بها لبناء جسر من التواصل بينهم وبين حديثي العهد العاملين في مجال انتاجه وتصنيعه، والتأكيد على أهمية مكونات النباتات العطرية الاقتصادية السعودية في الصناعة كدعامة من دعامات التنمية المستدامة.