استمرار الحال من المحال، جملة تداولها العرب لاستحالة ديمومة الحال، سواء الرائعة أو السيئة. وكرة القدم كذلك، فلا يمكن لأي فريق بالعالم أن يستمر بالفوز دائماً أو بالخسارة. كذلك فريق الهلال يمر حالياً بفترة تساقط نقاطه من بنك الدوري كتساقط أوراق الخريف من أشجارها. وقد يكلفه النزيف النقطي فقدان الدوري وهو حامل اللقب والمتوج بعرش البطولة الآسيوية مؤخراً. بيد أن استمرار الإدارة بالاجتماعات لتعديل المسار لم تؤت ثمارها، وما زال التدهور ملازماً للهلاليين وسط غضب جمهور عاشق، لا يرى أن تحقيق البطولات يكون حجر عثر أمام إنجازات أخرى وإضافية. اللوم الكبير على المدرب جارديم لا أرى أنه السبب الرئيس للمشكلة، وسط نزول مستوى أغلب اللاعبين المؤثرين وعدم تجديد دماء الفريق بمحترفين يريدون صناعة إنجازات أخرى بأسمائهم. فالهلال من الفرق التي لم تستفد من محترفيها جميعهم باستثناء المدافع الكوري جيانغ. أما البقية فمستوياتهم متباينة غير ثابتة. الهلال مقبل على بطولتين مهمتين جداً، وهي امتداد لصناعة تاريخ مجيد وجديد تسجل لجميع من يعمل بالهلال سواء من إدارة أو لاعبين. بطولة السوبر أمام الفيصلي القوي، وبطولة أندية العالم لأبطال القارات في أبوظبي، وهذه من البطولات التي تعتبر فرصة نادرة لأي فريق أن يقدم نفسه بصورة رائعة؛ لذلك فترة الانتقالات الشتوية قريبة جداً وترميم الفريق بمحترفين يخدمون الفريق وطريقته بعيداً عن أسمائهم أو جنسياتهم أمر حتمي لمصالحة الجماهير وإعادة المرعب الأزرق لجادة المستويات والإنجازات. تغيير الثلاثي جوميز وكاريلو وفييتو أمر إيجابي لو حصل. وإن كان هناك صعوبة بتغيير هذا العدد إلا أن المردود السلبي يوجب استبدالهم بالأفضل قبل كأس العالم للأندية. إضاءات.. أعلم أن وضع الفريق الهلالي لو كان بفريق آخر لكانت احتفالات البطولة الآسيوية مستمرة حتى الآن، ولكن لأنه الهلال فالمعادلة اختلفت والبون شاسع مع غيره، حتى في الطموح وهذا من أسرار استمرار حصد البطولات، وعدم الركون لمكتسبات الماضي حتى التوجه الجماهيري الهلالي له نفس التفكير والتوجه. كل بطولة يشارك فيها الفريق يجب أن يكون المنافس الأول فيها.