انبرى الأزرق كالعادة للمنصة متوجا ببطولة الدوري السعودي القوي، وتساقطت دموع ابن نافل، وتساقطت معها كل المتاعب والمجهودات والشقاء والضغوطات الداخلية والخارجية، ليس فرحاً بالدوري فقط وإنما بعد المجهود الكبير والمنافسة من فريقين كبيرين كالشباب والاتحاد للهلال، والمصاعب التي واجهته طيلة العام الرياضي. في هذا الموسم، كان الهلال يطرب جمهوره ويغضبهم في نفس الوقت، فنجده في مباراة ينتصر، ويقدم مستويات عالية، والمباراة التي تليها يخفق ويضيع فرص التفوق؛ مثلما حصل في مباراة الشباب. وحصوله على الدوري لأن الدوري بحث عنه، وليس العكس فالهلال فرط في كثير من الفرص إلا أن التاريخ حفظه للهلال. الدوري رقم 17 في خزينة الزعيم بجانب بقية البطولات الذهبية، التي لا تقل أهمية عن دوري كأس الأمير محمد بن سلمان. يحق لكل هلالي أن يفرح بالمنجزات، ويحق أن يفاخر بفريقه حتى وهو يعرج، فالأبطال والفرق القوية يصيبها الهون وعدم القدرة لفترات، لكن سرعان ما تعود، ولكن يجب الانتباه إلى وجود أخطاء في الفريق يجب على إدارة النادي أن تحسم أمرها بسرعة حلها، فالفريق يجب أن يطعم بعدد من اللاعبين الشباب لتجديد دماء الفريق وزرع الرغبة الجامحة لنجاحات أخرى قادمة لمجموعة جديدة تريد إثبات نفسها وتحقيق إنجازات أفضل من المجموعة السابقة. التشبع والملل غريزة إنسانية تصيب الجميع؛ الموظف والعامل والأستاذ والمدير، لذا الانتباه لها واجب من الإدارة حتى المحترفين الأجانب وضح عليهم هذا الأمر، فمسألة تغييرهم أصبحت ضرورة خاصة مع من انخفضت مستوياتهم وأصبحوا غير قادرين على صناعة الجديد والتميز للفريق. التعاقد مع اللاعب المالي ماريغا ضربة معلم للإدارة حتى ولو كانت تأخرت بتعويض اللاعب السابق عمر خربين إلا أنه يبقى أمر إيجابيا إصلاح هذا الخطأ والاستفادة منه لاحقاً في الموسم القادم، لكن يجب مراجعة المستويات التي يقدمها( فييتو وكاريلو) فالأرجنتيني لم يقدم ما يشفع له إلى الآن بالبقاء في الفريق، والبيروفي لازال بعيدا عن مستواه المعروف، فأداؤه في المباريات لم يكن مرضيا لعشاق الهلال. إضاءات قوة الدوري من قوة المنافسة ووجود عدة منافسين هذا الموسم يثبت لنا أنه موسم استثنائي بالفعل، فلم نجد سابقاً إلا فريقين إما الهلال والأهلي، أو الهلال والنصر، أوالهلال والشباب، لكن عودة الاتحاد والشباب للواجهة جعلتنا في معمعة الحسابات لمن يستطيع أن يحقق الدوري، ومن سيغادر للدرجة الأولى. هذا التطور الحاصل للأندية نستطيع أن نتنبأ من خلاله بموسم قادم ناري من الدرجة الأولى بعودة الأهلي والنصر ودخولهما مع البقية للمنافسة على البطولات.