تلاحقت الأحداث في ليبيا بعد بيان مفوضية الانتخابات التي كشفت عزمها على اتخاذ بعض الإجراءات القضائية والقانونية، قبل الإعلان عن القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية، إذ قرر البرلمان عقد جلسة تشاورية، اليوم (الاثنين) في العاصمة طرابلس، لمناقشة العملية السياسية. ودعا رئيس مجلس النواب الليبي المكلف، أعضاءه لجلسة تشاورية، مؤكدا أن هدف الجلسة هو مناقشة تطورات العملية السياسية في البلاد. في وقت لم تحدد المفوضية موعداً جديداً لنشر قائمة المرشحين، وهي الخطوة الأخيرة قبل انطلاق الحملة الانتخابية. وطبقا للوائح المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، الأولى بالاقتراع العام في تاريخ ليبيا، والمقرر إجراؤها في 24 ديسمبر، كان يفترض نشر القائمة النهائية بعد أسبوعين من انتهاء الطعون واستئناف قرارات المحاكم المتعلقة بالمرشحين، غير أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات قالت: إنه لا يزال يتعين عليها أن تتبنى بعض الإجراءات القضائية.. وأخرى قانونية.. قبل المضي قدماً في الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين، والانتقال إلى الإعلان عن بدء مرحلة الدعاية الانتخابية. وأضافت أنه "نظرا لحساسية هذه المرحلة"، فإن المفوضية سوف تحرص على استنفاد جميع طرق التقاضي للتأكد من تطابق قراراتها مع الأحكام الصادرة فيها. وتحاول ليبيا تجاوز أزمة سياسية كبيرة مستمرة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وبعد سنوات من النزاع المسلح والانقسامات بين شرق البلاد وغربها، تم تعيين سلطة تنفيذية مؤقتة جديدة في وقت سابق من هذا العام، إثر حوار برعاية الأممالمتحدة، كلفت إدارة البلاد حتى إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية. زتحظي الانتخابات الليبية بدعم غربي، إذ بحث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، القضايا الأمنية في منطقة البحر المتوسط. وقالت الخارجية الأمريكية إن بلينكن ودي مايو أكدا دعمهما للقادة السياسيين الليبيين لاتخاذ "الخطوات الضرورية" لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها المقرر في 24 ديسمبر الحالي. إلى ذلك، رحبت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، أمس، بوصول مستشارة الأمين العام ستيفاني وليامز إلى طرابلس، وقالت إنها ستعمل مع الجهات الفاعلة الليبية لمساعدتها على الحفاظ على "الزخم الخاص" بالانتخابات الوطنية. وأشادت البعثة الأممية بعمل المفوضية الوطنية العليا للانتخابات التي حققت تقدماً كبيراً للاستعدادات الفنية للانتخابات على الرغم من العديد من التحديات والقيود الزمنية. وقال البيان "لقد عانى الليبيون طويلا بسبب الصراع والتجزئة وانقسام المؤسسات. الشعب الليبي يستحق الفرصة لاختيار قادته من خلال صناديق الاقتراع، وبالتعاون الوثيق مع المستشار الخاص والشركاء الدوليين الآخرين، ستواصل بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا دعم العملية الانتخابية التي يمكن أن توفر الوحدة والاستقرار والمؤسسات الشرعية في البلاد.