حققت المملكة قفزات مشهودة في مجال الأمن السيبراني للحد الذي جعلها تتصدر عربياً وآسيوياً وتحل في المركز الثاني عالمياً، وفقاً للمؤشر العالمي للأمن السيبراني بفارق ضئيل خلف الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تصدرت برصيد 100 درجة، بينما جاءت السعودية مع المملكة المتحدة في المركز الثاني ب 99.54 لكل منهما، ضمن التصنيف الصادر من وكالة الأممالمتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المعروفة ب"الاتحاد الدولي للاتصالات". وقفزت السعودية 11 مرتبة عن عام 2018، في التصنيف الجديد للمؤشر العالمي للأمن السيبراني، وبأكثر من 40 مرتبة منذ إطلاق رؤية 2030، حيث كان ترتيبها 46 عالميًا في نسخة المؤشر لعام 2017، ما يؤكد المجهود المضني من الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وسعيها الدائم للمنافسة على المركز الأول عالمياً. واعتبر عضو مجلس النواب البحريني، خبير الاتصالات والأمن السيبراني عبدالله الذوادي، أن ما حققته المملكة في الأمن السيبراني إقليميا وقاريا وعالميا، يشير إلى أن الحكومة السعودية تحقق منجزات رقمية خدمية وأمنية كبيرة في كافة القطاعات الحكومية والخدمية، مهتمة بوضع استراتيجيات نحو الاقتصاد الرقمي والحماية السيبرانية، وبناء القدرات الوطنية من خلال كلية الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والجامعات التى تقدم برامج في هذا المجال، ما مكن المملكة لتحوز على المراكز المرموقة، وإبراز جهودها في إطار رؤية المملكة 2030 التي تركز على التحول الرقمي. وأضاف من ضمن إنجازات المملكة تحقيق أكثر من 185 مليون عملية توثيق عبر منصة النفاذ الوطني الموحد، وأكثر من 7 ملايين مستخدم بتطبيق (توكلنا)، والمركز الثالث عالمياً في توظيف التقنيات الحديثة لاحتواء جائحة كورونا، وإطلاق نظام لتيسير التجارة عبر الحدود، ما أسهم في الحركة التجارية وتقليص الوقت المستغرق للشاحنات عبر المنافذ بنسبة 40 % وغيرها من جوانب التحول الإلكتروني الذي حققته السعودية مؤخراً". وشدد النائب الذوادي على أهمية إنشاء المركز الخليجي التنسيقي للأمن السيبراني، لحماية دول الخليج من التعرض للهجمات والاختراقات السيبرانية، وأن يكون المركز بمثابة المرجع التقني والاستراتيجي للتعاون فيما يتعلق بتبادل المعلومات والخبرات في الأمن السيبراني، ومعالجة الحوادث الإلكترونية على مستوى دول الخليج، في ظل تزايد جرائم الإرهاب الإلكتروني التي باتت تستهدف دول المنطقة، داعياً إلى أهمية الاستفادة مما حققته السعودية في مجال الأمن السيبراني لرفع مستويات الشبكات، وتأمين البيانات الخاصة بالمستخدمين. من جهته، قال منسق قطاع التمكين والإبداع في شبكة التحوّل الرقمي بلبنان الدكتور دال الحتي، إن العالم الرقمي والاقتصاد الرقمي والحوكمة والأمن السيبراني هم القواعد الأساسية الأربعة لبناء مستقبل سليم ومُنتِجّْ وآمن للمملكة. وتابع "الرؤية التي وضعتها المملكة هي الإطار العملي للوصول إلى برّ الآمان الرقمي"، مشيراً إلى أن طموح المملكة كبير في هذا المجال، مع قبولها بمبدأ الشفافية الذي هو عصب الرؤية، والسنوات المقبلة كفيلة بتجسيد فعاليات الرؤية ووضعها قيد التنفيذ، مع القيام بحملات توعوية للمواطنين وللسكان، لقبول الحياة الرقمية وكأنها جزءٌ لا يتجزأ من حياتهم اليومية.