أدرك تماما ان أسعار الأراضي في العقد الماضي (10-15 سنة الماضية) والوقت الحاضر (وفي المستقبل القريب والبعيد) والتي تتراوح مساحاتها بين خمسمائة متر مربع الى ألف متر مربع، لن تكون كما كان الحال قبل 25 الى 30 عاما الماضية! وهذا شيء طبيعي ومنطقي خاصة في المدن المكتظة سكانيا والتي عليها اقبال كبير من ناحية التطوير العقاري والعمراني (مثل الرياضوجدة) وهذا حال كل المدن الكبرى في دول العالم مثل بريطانيا وأميركا وفرنسا. محليا، يدفع المشتري قيمة الأرض مع إضافة القيمة المضافة (5 %) واضافة قيمة السعي (2.5 %). هناك عوامل عديدة في خلال العقد الماضي، ساهمت في ارتفاع أسعار الأراضي، منها توفر السيولة النقدية لشراء ارض، الى جانب ارتفاع القرض العقاري الى نصف مليون ريال. مع اعتدال أسعار الحديد والاسمنت. أيضا، هناك عوامل اخرى مثل المضاربة الشرائية من قبل من عرفوا ب (الشريطية) او من دخل في عملية البيع والشراء وهو ليس مؤهل او مصرح له (لا يمتلك مكتبا عقاريا رسميا)! قد تكون هناك أسباب اخرى، ولكنني أجد ان ما ذكرته من الاسباب الجوهرية التي تقف وراء تلك الارتفاعات غير المقدور على تحقيقها في الوقت الحالي، الا عن طريق قرض بنكي (طويل الاجل) لشراء الأرض وبناء منزل الاحلام. طبعا، هذا الارتفاع في أسعار الأراضي، كان جنونيا وغير مقبول لدي الكثير! في الوقت الحاضر، هناك اعتقاد شائع، ان تلك الأسعار قد تكون قابلة للانخفاض والنزول الى أسعار قد تكون مقبولة من قبل الكثير وفي متناول من هم من أصحاب الدخل المعتدل او المتوسط، لماذا؟ هناك أسباب عديدة وراء مثل تلك التوقعات، الوحدات السكنية التي توفرت من خلال برامج الإسكان التي قامت بها وزارة الإسكان، والمتوفرة بأسعار معقولة ومقبولة من قبل الكثير من الشباب المقبل على الزواج، مقبولة أيضا، ومن قبل العوائل التي لا تمتلك السكن الخاص وتكون في متناول يدها القرض البنكي. أيضا، الاقبال على تلك الوحدات السكنية لسبب موقعها داخل النطاق السكاني والمتوفر حولها العديد من الخدمات العامة مثل المدارس، المراكز الصحية والاحتياجات الخدمية (المطاعم والسوبرماركت)! أيضا، هناك سبب اخر، قد يساهم وبشدة في انخفاض أسعار الأراضي، وهي قيمة تأمين البناء من العيوب الخفية في الوحدة السكنية والمقدرة ب (1.5 %) من قيمة البناء ولمدة عشر سنوات تدفع لشركات التأمين! هذا العامل قد يساهم وبفاعلية في خفض أسعار المخططات السكنية والمصنفة كوحدات سكنية لبناء ثلاثة أدوار. نعم، هناك العديد من الفوائد المرجوة من بوليصة تأمين البناء من العيوب الخفية، مثل ارتفاع أسعار الوحدات السكنية الجاهزة (الشقق والدوبلاكسات)، ارتفاع أسعار المخططات السكنية والمرخصة لبناء أكثر من ثلاث أدوار سكنية. الى جانب، انخفاض أسعار الأراضي السكنية والمرخصة لبناء الوحدات السكنية ذات الثلاث أدوار وتوفر الحديد والاسمنت وبأسعار منخفضة! باختصار، لا نختلف ان أسعار الأراضي السكنية، كانت مرتفعة جدا، وما زالت تلك المبالغات في استمرار! نعم، ما زلت مؤمنا ان التصريح الذي أطلقه وزير الإسكان على مشكلة الإسكان بانها ازمة فكر يعيشه الانسان السعودي في مسألة السكن! مع المعطيات التي نعيشها في الوقت الحاضر في مسألة السكن، اعيد واكرر بل اجزم ان المشاريع الاسكانية التي قدمتها وزارة الإسكان قد تكون أفضل الحلول حاضرا ومستقبلا من ناحية الأسعار والسكن. [email protected]