على الرغم من إعلان حركة طالبان أمس (الثلاثاء)، تشكيل مؤقت للحكومة برئاسة الملا محمد حسن، إلا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أكدت أن الطريق لا يزال طويلاً للاعتراف بها، إذ قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن اعتراف بلاده بحركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان ما يزال بعيداً، بينما ظلت وعواصم أوروبية ودولية تؤكد في الفترة الماضية أن الاعتراف بطالبان وبحكومتها التي يتوقع أن يعلن عنها في الأيام القليلة المقبلة، يتوقف على تصرفاتها. وأعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، أمس (الثلاثاء)، أن رئيس الحكومة الجديدة هو الملا محمد حسن، على أن يتسلم عبد الغني برادر منصب نائب رئيس الوزراء، فيما أوليت حقيبة الدفاع إلى مولوي محمد يعقوب (ابن الملا عمر)، بينما تولى سراج الدين حقاني وزارة الداخلية، وأمير خان متقي وزارة الخارجية، أما وزارة المالية، فسيتولاها هداية الله بدري. وقال ذبيح الله، إن تلك الحكومة مؤقتة من أجل تسيير شؤون البلاد وحاجات المواطنين، ريثما تتضح الأمور، على أن يعلن لاحقا بعد مشاورات بين قادة الحركة من أجل الإعلان عن الحكومة النهائية. وشهدت العاصمة الأفغانية، لليوم الثاني على التوالي أمس، تظاهرات مطالبة بحكومة مستقلة، حيث نظّمت ثلاث مسيرات على الأقل في أنحاء كابل، في خطوة تعبير عن المعارضة لسياسة طالبان، كما رفع المحتجون لافتات وهتفوا بشعارات للتعبير عن امتعاضهم من الوضع الأمني، وللمطالبة بالسماح بالسفر بحرية، بينما أطلق عناصر الحركة النار نحو المتظاهرين لتفريقهم، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، مضيفة أن الحركة أطلقت الرصاص في الهواء لتفريق عشرات المتظاهرين، كما عمد بعض عناصر طالبان إلى ضرب المحتجات بالهراوات، أثناء تجمع معظمه من النساء. من جهته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن حركة طالبان تعهدت مجددا بالسماح لعدد من الأفغان "بالمغادرة بحرية"، وقال: "أجرينا اتصالات مع طالبان في الساعات الأخيرة لتسهيل خروج حملة الوثائق القانونية. والحركة أبلغتنا بأنها ستسمح للأشخاص الحاملين لوثائق سفر بالمغادرة بحرية"، مشيراً إلى أن بلاده ستعمل على التأكد من إيفاء الحركة بتعهدها، مشدداً على دعم الإدارة الأميركية للجهود الرامية إلى إعادة فتح مطار كابل، وهي مسألة تحظى بأهمية كبرى للمجتمع الدولي. ومع الفوضى التي عمت مطار العاصمة منذ سيطرة طالبان على كابل منتصف أغسطس الماضي، ولا تزال، لم يتبق أمام الساعين إلى الخروج من البلاد، سوى الطرقات البرية، لاسيما عبر باكستان أو إيران التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع واشنطن. وكانت طالبان وعدت سابقا بأنها ستواصل السماح بمغادرة الأفغان الراغبين بترك البلاد. وفي ولاية بنجشير أفادت وسائل إعلام إيرانية وأفغانية ناطقة بالفارسية، أمس، عن تعرض مواقع لحركة طالبان في الولاية إلى قصف وغارات جوية بطائرات مجهولة، فيما رجح موقع "سحام نيوز" أن تكون قصف مواقع حركة طالبان في ولاية بنجشير تم بطائرات مسيرة إيرانية، بينما أفاد حساب جبهة المقاومة الأفغانية بزعامة أحمد مسعود شاه في ولاية بنجشير، بأن عمليات القصف التي استهدفت مواقع طالبان في هذه الولاية تمت بطائرات أفغانية جرى نقلها مؤخراً إلى أوزبكستان وطاجيكستان من قبل ضباط في الجيش الأفغاني قبل سقوط البلاد بيد طالبان. إلى ذلك، حذرت الأممالمتحدة مجدداً، من وضع كارثي في أفغانستان، إذ أعلن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن البلاد تواجه انهيارا في الخدمات الأساسية، مع بدء نفاد إمدادات الغذاء وغيره من المساعدات. وأوضح المتحدث باسم المكتب ينس لايركه، في إفادة بالأممالمتحدة أن ملايين الأفغان يحتاجون إلى المساعدات الغذائية والصحية، وحث المانحين على تقديم المزيد قبل مؤتمر للمساعدات متوقع عقده في 13 من سبتمبر. وقال "الخدمات الأساسية في أفغانستان تنهار ويوشك الغذاء والمساعدات الأخرى اللازمة للحياة على النفاد".