بينما تضع حركة طالبان، اللمسات الأخيرة على تشكيلة حكومتها الجديدة، المتوقع أن يقودها أبرز مسؤولي الحركة في مقدمتهم الملا عبدالغني برادر، تراجعت الحركة أمس (السبت)، عن إعلانها السيطرة على وادي بنجشير، موضحة أنها أحرزت تقدما في معقل المقاومة المناهضة للحركة، فيما انتقد المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إطلاق أفراد الحركة النار في الهواء احتفالات بالنصر الذي لم يتم في بنشجير، ودعاهم إلى التوقف عنها على الفور، بعد مقتل 17 شخصا و41 آخر جراء إطلاق نار في أنحاء المدينة من مسلحي طالبات. ويتوقع مراقبون بشكل كبير أن يتم تعيين أبرز قيادي سياسي بالحركة، وهو عبدالغني برادر، رئيسا للحكومة، فيما من المتوقع أن يتم تسمية هبة الله أخند زاده، زعيم طالبان، مرشدًا أعلى لأفغانستان، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، التي أكدت خلو التشكيلة الحكومية الجديدة من أي مسؤولين من النظام الأفغاني السابق. ونقلت الصحيفة عن نائب المتحدث باسم الحركة، بلال كريمي، قوله: "تم اتخاذ القرارات، والإعلان عنها وشيك". وأضاف "أجرينا مشاورات مع المجتمع الدولي، ونأمل أن يتعاونوا معنا". وداخليا، تواجه حركة طالبان عدة تحديات لسلطتها، بما في ذلك فصيل المقاومة في شمال البلاد، والاحتجاجات الشعبية ضد القواعد المتشددة التي تتبناها الحركة. ومنذ سيطرة طالبان على كابول الشهر الماضي، عقدت الحركة عدة اجتماعات رفيعة المستوى مع عدد من مسؤولي الحكومة الأفغانية السابقة الذين بقوا في أفغانستان، ما حرك آمال في تبنيها حكومة جامعة شاملة، لكن كريمي قال إن المحادثات كانت تستهدف فقط تطمين هؤلاء على سلامتهم، ولم تكن هناك مشاورات بشأن الهيكل المستقبلي للبلاد. وفي بنجشير أكد زعيم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، أحمد مسعود أمس، أنه لن يتخلى أبدا عن القتال، حيث تم نشر فيديو على "تويتر" يظهر الاشتباكات المستمرة، مؤكدا أن المقاتلين يواصلون معركتهم ضد طالبان، فيما نقل علي ميسم نظاري، المتحدث باسم الجبهة والمسؤول عن العلاقات الخارجية فيها، عن الزعيم الأفغاني تأكيده أنه لن يتخلى يوما عن القتال من أجل الحرية والعدالة، نافيا سيطرة طالبان على الولاية الواقعة شمال شرقي البلاد. أما العاصمة كابل فشهدت لليوم الثاني على التوالي، خروج عشرات النساء الأفغانيات، أمس، متحدين الخوف، للمطالبة بحقوقهن. ورفعت المتظاهرات لافتات وهتافات، بحسب ما أظهرت مقاطع مصورة، بثها ناشطون، تطالب بحقوقهن في التعليم والعمل وصون الحريات، إلا أن حركة طالبان منعت المحتجات من التوجه إلى القصر الرئاسي وفرقت المظاهرة. إلى ذلك، أكدت الأممالمتحدة أن الشعب الأفغاني بحاجة لمساعدات إنسانية ضخمة. وأكد مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، أمس، أن الاحتياجات الإنسانية في البلاد "ضخمة ومتنامية"، مؤكدا على أن هناك حاجة ماسة لمزيد من الدعم الدولي، بينما ألمح مسؤولون أمريكيون إلى أن المساعدات عائدة ولكن ليس للحكومة المقبلة التي ستشكلها الحركة، إنما للشعب.