بعد معارك دامية استمرت لأسابيع مع مقاتلي المقاومة الوطنية بزعامة أحمد مسعود، سيطرت حركة طالبان على كامل ولاية بنجشير المعروفة باسم (الأسود الخمسة)، لتصبح كامل الأراضي الأفغانية خاضعة لسيطرة الحركة، بينما أكد مسعود أن المقاومة ستستمر بالرغم من سقوط بنجشير في يد طالبان، داعياً للتظاهر ضد الحركة في كل مناطق أفغانستان. وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، أمس (الاثنين)، إن الحركة سيطرت بشكل كامل على ولاية بنجشير، مضيفاً "في بنجشير تعرض عدد من أفراد المتمردين للقتل، فيما هرب الباقون، وسكان مدينة بنجشير كانوا رهائن وتمكنا من تحريرهم. ونؤكد لهم أنه لن يكون هناك تمييز ضدهم، فهم جميعاً إخواننا ونسعى معاً لخدمة بلدنا وتحقيق الهدف المشترك". وتابع: "مع هذا الانتصار، خرج بلدنا بشكل كامل من مستنقع الحرب". بالمقابل ترفض جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، سيطرة طالبان على ولاية بنجشير، مشيرة إلى أن قواتها تتواجد في المعسكرات المقامة سلفاً، مؤكدة أن الحرب مستمرة في أماكن متفرقة، ويمكن لشعب أفغانستان أن يتأكد من استمرار المقاومة حتى يحقق له الحرية والعدالة. ودعت حركة طالبان أمس، الأفراد السابقين في القوات الأفغانية إلى الاندماج بنظام الحكام الجدد. وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد خلال مؤتمر صحافي في العاصمة كابل إن "القوات الأفغانية التي تلقت تدريبات في السنوات ال20 الماضية سيُطلب منها الانضمام إلى الإدارات الأمنية إلى جانب أعضاء طالبان"، محذراً من أن أي تمرد ضد حكم طالبان "سيتلقى ضربة قاسية"، بعدما أعلنت الحركة أنها استولت على وادي بنجشير، آخر معاقل المقاومة ضدها، مبيناً أن الحركة "حساسة جداً إزاء حركات التمرد. كل من يحاول بدء تمرد سيتلقى ضربة قاسية. لن نسمح بتمرد آخر"، منوهاً إلى أنه أنه سيتم الإعلان عن حكومة أفغانية جديدة قريباً، دون أن يحدد موعداً. وقال مجاهد إن نظاماً "مؤقتاً" سيعلن أولاً للسماح بإجراء تغييرات. وشرح قائلاً: "اتخذت قرارات نهائية، ونحن نعمل الآن على المسائل التقنية. سنعلن الحكومة الجديدة حالما يتم حل المسائل التقنية". إلى ذلك، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أنه التقى قادة حركة طالبان الأفغانية، حيث أكد على التزام المنظمة الدولية بتسليم مساعدات إنسانية "دون تحيز"، مؤكدا على "حماية الملايين من المحتاجين في أفغانستان"، فيما أعلن المتحدث باسم طالبان محمد سهيل شاهين، أن غريفيث التقى الملا عبدالغني برادر، رئيس المكتب السياسي للحركة في كابل، مشيراً إلى أن وفد الأممالمتحدة تعهد باستمرار المساعدات الإنسانية.