لم يتوقف استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية للمدنيين في القرى والمدن اليمنية الواقعة تحت سيطرتها، إذ أكد تقرير حكومي إن القصف العشوائي الذي تشنه الميليشيا المدعومة من إيران على مديرية رحبة أدى إلى تدمير 28 منزلاً وتهجير 261 أسرة قسراً من المديرية الواقعة جنوب غربي مأرب، بينما أفادت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب، في بيان لها، بأن "مديرية رحبة تعرضت إلى عمليات قصف ممنهجة ومتعمدة من قبل الحوثيين، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف النازحين والمجتمع المضيف وتدمير ممتلكاتهم ومساكنهم". وأشار البيان إلى تهجير قسري لعدد من الأسر من المديرية إلى مناطق أخرى في المحافظة هرباً من القصف بمختلف أنواع الأسلحة والصواريخ، موضحاً أن عدد الأسر النازحة خلال اليومين الماضيين بلغ 261 أسرة تمثل قرابة 1827 نازحا، كما أدى القصف لسقوط ضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى تدمير عدد من المنازل والمنشآت العامة والخاصة. وقالت الوحدة إن "القصف العشوائي المكثف لميليشيات الحوثي لمديرية رحبة لا يزال مستمرا إلى اللحظة مما يؤدي إلى استمرار النزوح للأسر الساكنة بالقرى المستهدفة بالمديرية"، مبينة أن القصف الحوثي بالصواريخ والطائرات المسيرة على المناطق السكنية أدى إلى مقتل مدنيين اثنين بينهم مسن يبلغ من العمر 75 عاماً، وإصابة 9 بينهم 5 نساء وطفل. كما أدى القصف على مناطق النازحين والمدنيين إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة 12 شخصاً بينهم 4 نساء، داعية إلى توثيق كل الانتهاكات بحق النازحين من المدنيين والنساء والأطفال قانونياً ورفع قضايا جنائية ضد مرتكبي تلك الانتهاكات، مطالبةً بمحاكمة المنتهكين لحقوق النازحين وإدراجهم ضمن قوائم مجرمي الحرب. من جهته، قال رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، أمس، أن إيران "كانت ولا تزال سببا أساسيا في كل الدمار والخراب الذي لحق باليمن وما يعانيه شعبها من نزيف مستمر في الدماء والكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم"، موضحا أن التصعيد العسكري للحوثيين واستهداف المدنيين والنازحين والأعيان المدنية في المملكة، مؤشر على مضي هذه الميليشيا في حربها وعدم انصياعها لخيار السلام، مطالبا بموقف دولي حازم وواضح من ذلك. إلى ذلك، قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، "هانس غروندبرغ"، إنه سيبذل كل ما بوسعه للمساهمة في تحقيق سلام دائم وعادل في اليمن، وذلك في أول رسالة يوجهها إلى اليمنيين منذ إعلان تعيينه مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة إلى اليمن، خلفاً للبريطاني "مارتن غريفيث". وأضاف: "إنني أقبل هذه المسؤولية بوعي كامل لحجم المهمة وتعقيدات الوضع والتحديات التي تنتظرنا. ومع ذلك يمكنني أن أؤكد لكم أنني سأبذل كل ما في وسعي للمساهمة في تحقيق سلام دائم وعادل في اليمن".