قال رسول الله عليه والصلاة والسلام:(إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري، أورد أهل العلم معنيين للحديث النبوي؛ أحدهما: أنه بمعنى التهديد والوعيد، معناه: إذا لم يكن حياء، فاعمل ما شئت، فإن الله يجازيك على ما صنعت. والآخر: أنه أمر بمعنى الخبر، والمراد: أن من لم يستح صنع ما شاء؛ فإن المانع من فعل القبائح هو الحياء، فمن لم يكن له حياءٌ، انهمك في كل فحشاء ومنكر. ويمكن تطبيق هذا الحديث على الحياة الواقعية، فمن لم يستح من فعل القبائح وتجاوز وظلم الغير ، فالنظام سيجبره على الالتزام ويردعه عن التعدي على حقوق الاخرين والتجبر عليهم. ان طلب العفو لمن يخطئ في حقك والتماس الأعذار الواهية له بمسمى الأخلاق أو الصلة أو الصبر لحين الفرج هو مساعدة في ظلمه للآخرين غيرك، لأن من يخطئ مرة سيكررها مرات كثيرة بل وسيتجاوز ويظلم أكثر في كل مرة! وهذا بالطبع عكس محاولة الإصلاح والتربية وبذل النصح للمخطئ للرجوع عن الأفعال القبيحة والمجرمة شرعاً ونظاماً! التربية منذ الصغر على الالتزام واحترام حقوق الاخرين ورغباتهم بالتأكيد لها دور كبير في الحياة والممارسات التي تصدر من الأفراد، إلا أننا قد نشاهد من ينفرد بطباع شخصية مغايرة لما تربى ونشأ عليه بسبب الصحبة السيئة والأخلاء! وهنا لا بد من محاولة تعديل المسار بالنصح والإرشاد تارة وبالقوة تارة أخرى بالذات إذا كان التعدي واضحا ويمس الاخرين. ومن ذلك ما نشاهده أحياناً من بعض العوائل التي تحاول اصلاح الابن مثلاً عن طريق الزواج باختيار فتاة هادئة مطيعة ليزوجوه بها علها تعقله وتعيده إلى رشده؟! متجاهلين مصير هذه الفتاة الصالحة والظلم الذي يرتكبونه تجاهها وأنه ليس ذنبها عدم صلاح ابنهم! فيكون عذابها قد بدأ منذ بداية الزواج وان حاولوا بشتى الطرق إخفاء الحقيقة، إلا أنها لا بد أن تظهر وما هي إلا أيام أو ساعات وستبدأ في الشكوى مما أصابها ! وستكون ردة الفعل من الأهل هي التصبير والوعد بالأجر الكبير في الاخرة والتأمل في الإصلاح والرجوع إلى العقل والحق والرشد. ولكن فعلا إن لم تستح فاصنع ما شئت وسيتم غالبا التجني والظلم بشكل أكبر كل حين وحين ومن العقل والفطنة في هذه الحالة، اللجوء إلى النظام للمحاسبة على أي تجاوز حتى من قبيل الإصلاح وعدم التستر على الأخطاء ومساعدة الغير في أخطائه وسلوكياته غير الحميدة سواء من الأسرة أو الأصدقاء أو المعارف، للمساهمة في الواجب الشخصي على كل فرد وعائلة. محامية