حذر استشاريان من أضرار التدخين السلبي على صحة الأطفال والاصحاء الكبار، إذ إن اضراره غير مرتبطة بالمسافة لأن الهواء ينقله في كل مكان وبالتالي فأن استنشاقه يمهد لأمراض عديدة وخصوصًا الصدرية. ولاحظا أن التدخين داخل أروقة المنازل يؤدي إلى إصابة الأطفال بحساسية الصدر والربو، إضافة إلى أمراض سرطانية أخرى ، مؤكدان أن البيئة الصحية السليمة خير وقاية من انتشار التدخين السلبي عبر الهواء. 200 مادة مسرطنة يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور خالد باواكد ، أن الأطفال الفئة الأكثر تعرضًا لأضرار التدخين غير المباشر، وهو ما يعرف بالتدخين السلبي ، إذ إن تعرض الأطفال لتدخين أحد الوالدين يعد أحد عوامل الخطورة المرتبطة بإصابتهم بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة والمتكررة، وأعراض السعال المزمن وصفير الصدر المرتبطة بمرض الربو، وتعرضهم لاضطرابات التنفس أثناء النوم (الشخير وانقطاع التنفس، والربو الشعبي الليلي)، واضطرابات الحركة والسلوك أثناء النوم (الكلام، وطحن الأسنان وغيرها)، إضافة إلى ازدياد تعرضهم إلى فرط النعاس والإرهاق أثناء النهار ، نتيجة لرداءة نومهم . ولفت باواكد إلى أنه من المثبت علمياً ضرر التدخين النشط للسجائر على الصحة، لكن الأقل وضوحا هو تأثير التدخين السلبي (غير المباشر) على صحة غير المدخنين ، حيث إن معظم الدخان الناتج عن حرق السجائر لا يتم استنشاقه من قبل المدخن نفسه، بل ينتشر ليتنفسه غيره من المحيطين به. وأشار إلى أن منظمة الجراحين الأمريكية أصدرت تقريرا أكدت فيه على خطورة التعرض للتدخين غير المباشر ، لاحتوائه على مواد مسرطنة، وارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الرئة (20 30 في المائة) لدى الأشخاص المتعرضين للتدخين السلبي في بيئة البيت أو العمل ، ويصل خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية إلى 30 في المائة لدى الأشخاص غير المدخنين في حال تعرضهم للدخان بطريقة غير مباشرة، تبعا لتصلب الشرايين وزيادة التصاق الصفائح الدموية. وأكد باواكد أنه يوجد في السجائر حوالي 400 مادة خطرة منها 200 مادة مسرطنة (مواد مسببة للسرطان)، وهذه المواد الضارة الموجودة في السجائر تضعف بشكل عام الجهاز المناعي في الجسم، وبالتالي تعرض المدخنين وبيئتهم إلى الأمراض بوتيرة أكبر وأخطر، ويؤثر التدخين في الرئة بشكل سلبي وقد يسبب سرطان الرئة، وأمراض الرئة المزمنة وقاتلة، إذ إن التدخين يقتل نحو 7 ملايين شخص حول العالم كل سنة. مخاطر أمراض التدخين ويتفق استشاري الأطفال الدكتور نصر الدين الشريف مع رأي الدكتور باواكد ، وأفاد أن التدخين السلبي يؤثر مباشرة على صحة غير المدخنين ويؤدي إلى العديد من الأمراض، وقد صنفته وكالة حماية البيئة الأمريكية ضمن قائمة ملوثات الدرجة أ ، ويعاني المدخنون السلبيون من نفس الأمراض التي تصيب المدخن، بحيث تصيبهم أمراض ضيق التنفس والتهاب الشعب الهوائية والربو والتهاب الأذن الوسطى. ورأى أن خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين السلبي يزداد في بيئات العمل ، نظرا لاحتوائها على مواد كيميائية سامة وضارة تتآزر وتتعاضد مع المكونات الموجودة في دخان منتجات التبغ وما ينفثه المدخنون. وأشار إلى أن الأفراد المحيطين بالمدخنين أكثر ضرارا وتعرضا للتدخين السلبي الذي يعرف باستنشاق الدخان المنبعث من سيجارة مشتعلة، مع الدخان الذي يخرج من فم أو أنف الشخص المدخن. وخلص الشريف للتأكيد ، أن الوقاية تكون بتجنب التدخين في البيئات الصحية، حتى لا يتعرض الأصحاء إلى التدخين السلبي وما يترتب عليه من انعكاسات ومضاعفات مرضية ، كما جدد التأكيد على إنه للأسف يعتقد البعض أن السجائر الإلكترونية أقل خطرا وهذا غير صحيح، لأن هذه السيجارة تحتوي على النيكوتين المركز وجهاز إلكتروني صغير وشاحن كهربائي، كما أن فوائدها المزعومة لهذه السيجارة والتي يتم الترويج لها عبر الوسائل الدعائية تنطوي على مغالطات علمية وتضليل واستخفاف بعقول المستهدفين خصوصا الشباب وصغار السن، فخير نصيحة هي التوقف عن التدخين من خلال التوجه إلى عيادات المكافحة باعتبارها أفضل حل للتخلص من التدخين عبر برنامج علمي ومدروس يساعد الجسد من التخلص من النيكوتين المتراكم، ويهيئ الجسم وخصوصا الرئتين في استعادة عافيته.