حذر مختصان طبيان من أضرار التدخين السلبي على صحة الأطفاء والأصحاء الكبار، بعد تحذيرات جديدة أطلقتها منظمات صحية بشأن زيادة أعداد المصابين بالتدخين السلبي. ولاحظا أن «التدخين داخل أروقة المنازل يؤدي إلى إصابة الأطفال بحساسية الصدر والربو والموت المفاجئ في المواليد، إضافة إلى أمراض سرطانية أخرى»، مؤكدان «أن البيئة الصحية السليمة خير وقاية من انتشار التدخين السلبي عبر الهواء». الموت المفاجئ استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الحرس الوطني في جدة الدكتور أيمن بدر كريم، أوضح «أن الأطفال الفئة الأكثر تعرضا لأضرار التدخين غير المباشر، حيث ترتفع نسبة الموت المفاجئ في المواليد والأطفال بسبب تدخين المدخنات أثناء الحمل وبعد الولادة، كما أظهر تقرير الهيئة الأسترالية للسرطان رصد 103 حالات وفاة خلال الأعوام الماضية في فئة الأطفال (1 14 عاما)، وتسجيل زيادة كبيرة في نسبة دخولهم للمستشفيات خلال ذلك العام نتيجة لتأثرهم بالتدخين السلبي، كما أن تعرض الأطفال لتدخين أحد الوالدين يعد أحد عوامل الخطورة المرتبطة بإصابتهم بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة والمتكررة، وأعراض السعال المزمن وصفير الصدر المرتبطة بمرض الربو، وتعرضهم لاضطرابات التنفس أثناء النوم (الشخير وانقطاع التنفس، والربو الشعبي الليلي)، واضطرابات الحركة والسلوك أثناء النوم (الكلام، وطحن الأسنان وغيرها)، إضافة إلى ازدياد تعرضهم إلى فرط النعاس والإرهاق أثناء النهار؛ نتيجة لرداءة نومهم». ينتقل بالهواء ولفت كريم إلى أنه «من المثبت علميا ضرر التدخين النشط للسجائر على الصحة، لكن الأقل وضوحا هو تأثير التدخين السلبي (غير المباشر) على صحة غير المدخنين ، حيث إن معظم الدخان الناتج عن حرق السجائر لا يتم استنشاقه من قبل المدخن نفسه، بل ينتشر ليتنفسه غيره من المحيطين به». وأشار إلى أن منظمة الجراحين الأمريكية أصدرت تقريرا أكدت فيه على خطورة التعرض للتدخين غير المباشر؛ لاحتوائه على 50 مادة مسرطنة، وارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الرئة (20 30 في المائة) لدى الأشخاص المتعرضين للتدخين السلبي في بيئة البيت أو العمل. ويصل خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية إلى 30 في المائة لدى الأشخاص غير المدخنين في حال تعرضهم للدخان بطريقة غير مباشرة، تبعا لتصلب الشرايين وزيادة التصاق الصفائح الدموية. البيئة الصحية ويتفق أخصائي الأطفال في صحة جدة الدكتور نصر الدين الشريف مع رأي الدكتور أيمن كريم، وأفاد أن «التدخين السلبي يؤثر مباشرة على صحة غير المدخنين ويؤدي إلى العديد من الأمراض، وقد صنفته وكالة حماية البيئة الأمريكية ضمن قائمة ملوثات الدرجة «أ»، ويعاني المدخنون السلبيون من نفس الأمراض التي تصيب المدخن، بحيث تصيبهم أمراض ضيق التنفس والتهاب الشعب الهوائية والربو والتهاب الأذن الوسطى». ورأى أن «خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين السلبي يزداد في بيئات العمل؛ نظرا لاحتوائها على مواد كيميائية سامة وضارة تتآزر وتتعاضد مع المكونات الموجودة في دخان منتجات التبغ وما ينفثه المدخنون». وخلص الشريف للتأكيد «أن الوقاية تكون بتجنب التدخين في البيئات الصحية، حتى لا يتعرض الأصحاء إلى التدخين السلبي وما يترتب عليه من انعكاسات ومضاعفات مرضية».