كل ما يزيد عن الحاجة هو فائض .. وماذا لو أن هذا الفائض الذي زاد عن حاجتنا هو الذي ينعكس علينا بشكل غير، فيؤذينا لأن المبالغة في كل امر تجعلنا شديدي الحماس والترقب وفي قمة التطلع للنتائج لأن كفة تحقيق ما نطمح اليه راجحة بلا شك من منظورنا. ان كل فرد منا تقوده رغبة من داخله وكلما تعلقنا بتحقيق ما نصبو اليه بشكل مبالغ فيه جداً وبتركيز عالٍ فإن ما نريده لن يحدث لان هذه الشدة تُحدث خللا في التوازن. فائض الاحتمال يرتبط علاقة عكسية بالتوازن الذاتي وكلما زادت شدة مبالغاتنا وتقديرنا كلما كانت كفتا الميزان غير متساويتين وهذا يؤدي الى فائض الاحتمال ليس في شدة المبالغة بل أيضاً يكون فائض احتمال في النقص، كذلك تعد المبالغة في تقدير الذات فائض احتمال اذا انها تحدث خللاً واضحاً في ميزان التوازن الذاتي وذلك لأن حب الذات هو احد اهم اسباب النجاح الا اذا احببنا ذواتنا مثلا واحتكرنا النجاحات لنا فقط دون افراد مجتمعنا فهذا يصبح فائض احتمال ويؤثر بشكل مؤذٍ علينا. وعلى العكس تنقيص تقدير الذات وكره النفس وامتهانها واحتقارها وعدم تحقيق متطلباتها يكون فائض احتمال كبيراً وذلك يؤدي الى السلبية التامة ورفض الواقع وعدم تقبله. تعد العلاقات اهم ما يربط الفرد بمحيطه والمبالغة في تقدير الاخرين والتودد إليهم وحبهم بتشدد فائض احتمال بسببه ينفر الاخرون وتفسد العلاقات ويجب الموازنة حتى لا يكون هناك فائض احتمال يفقد التوازن. ان التوازن والاعتدال والثبات هو منهج الحياة وديدنها وسرها الدفين فيجب علينا ان نحافظ توازن حياتنا في العطاء والتفكير والتعامل لضمان ديمومة نجاحاتنا وعلاقاتنا واستمرار تميزنا.