تواصل المملكة تحركاتها الواسعة والمكثفة على كافة الأصعدة ، لوقف العدوان الاسرئيلي على الشعب الفلسطيني ، انطلاقا من مسؤلياتها الكبرى في نصرته ودعم حقوقه المشروعة . فمنذ التصعيد العسكري من جانب الاحتلال تبذل المملكة جهودها الحثيثة لتوحيد الموقف العربي والاسلامي عبر الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وقيادة التحركات للوفود العربية في الأممالمتحدة ، ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه وقف العدوان الاسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال. وعلى مدى عقود بذلت المملكة عشرات المليارات دعما للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، وهو موقف فاعل ومؤثر تترجمه المملكة عمليا دون شعارات ولامزايدة ، في الوقت الذي تتاجر فيه دول مارقة وفصائل بالقضية الفلسطينية وتواصل تقسيم وشرزمة الفلسطينيين. ويعتبر موقف المملكة من قضية فلسطين من الثوابت الرئيسة الراسخة للسياسة السعودية، وبلغ هذا الاهتمام قوته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وتأكيده ، حفظه الله ، أن القضية الفلسطينية تحتل مكان الصدارة في اهتمامات المملكة، وتسعى لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، ويتجلى ذلك في الدعم المستمر لتعزيز صموده ، ويذكر الفلسطينيون والأمة والعالم صلابة المواقف السعودية لنصرة القضية، وتجلت رسالتها القوية والواضحة في قرار خادم الحرمين الشريفين التاريخي حينما أطلق اسم "قمة القدس" على القمة العربية في الظهران، ولا يزال الملك سلمان في مقدمة داعمي ومساندي الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق تطلعاته. وفي هذا الإطار جاء الاتصال الهاتفي الذي أجراه سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، بحثا خلاله تطورات الأوضاع في فلسطين والمستجدات بالمنطقة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في حصيلة أمس سقوط 220 قتيلاً بينهم نحو 60 طفلا ، كما أصيب 6039 فلسطينيا جراء الغارات الإسرائيلية على غزة والهجمات في الضفة الغربية. وخلال الاجتماع الافتراضي الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الذي انعقد بطلب من السعودية قال وزير الخارجية إن إسرائيل تقوم بانتهاكات صارخة بحق الفلسطينيين، وندين استيلاء إسرائيل على منازل الفلسطينيين في القدس». وشدد الأمير فيصل بن فرحان على أن القدسالشرقية أرض فلسطينية لا نقبل المساس بها، وأن المملكة ترفض رفضاً قاطعاً الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وتدعو إلى وقف فوري للتصعيد الإسرائيلي ، مجددا دعم المملكة للسلام وفق المبادرة العربية لإرساء الاستقرار والازدهار، ومؤكدا أن المبادرة العربية ضمنت حقوق الفلسطينيين بدولة عاصمتها القدس الشريف. وكان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين، قد أدان الاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في القدس، وما تقوم به إسرائيل من أعمال عدوانية في محيط المسجد الأقصى من انتهاك للمقدسات، وتهجير قسري للفلسطينيين مما يمثّل استفزازاً لمشاعر المسلمين كافة حول العالم، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. وأكد خلال الاجتماع الوزاري وقوف المنظمة وتضامنها مع الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وفق مخرجات مبادرة السلام العربية والقرارات الأممية القائمة على حلّ الدولتين، واستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه كافة، وفق تلك المرجعيات الشرعية، وهذا ما عبّر عنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رئيس القمة الإسلامية في مناسبات متعددة، وهو تعبير واضح عما يجول في ضمير الأمة الإسلامية والدول الأعضاء. وفي بيانها الختامي، أدانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات "الاعتداءات الوحشية التي تشنها إسرائيل"، مشددة على "ضرورة الوقف التام والفوري لجميع الاعتداءات على المدنيين". وفي جديد الموقف الأمريكي أعرب أنتوني بلينكن وزير الخارجية عن قلق واشنطن من تصاعد ما أساماه "العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين" وقال إن لدى إسرائيل مسؤولية خاصة في حماية المدنيين وخصوصا الأطفال منهم. وأضاف بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الدنماركي في كوبنهاغن، أن بلاده تعمل عبر قنوات خلفية لوقف التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي، لافتا إلى أن الرئيس بايدن عبر عن قلقه بشأن الصحافيين العاملين في غزة، وأن أميركا طلبت من إسرائيل تفاصيل إضافية عن الهجوم على مبنى في غزة كان يضم مكاتب منافذ إعلامية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد طالب خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية في إسرائيل وغزة. وقال غوتيريش، في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي إن الأعمال القتالية المستمرة بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية "مروعة للغاية"، مشيرا إلى أنه "مصدوم" بعدد الضحايا بين السكان الفلسطينيين المدنيين، خاصة الأطفال والنساء، جراء الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة.