للأسف … الوضع المأساوي الذي يمر به فريق الوحدة " حاليا " مؤلم جداً على محبيه. ولا أعتقد بأي حال من الأحوال أن هناك " وحداوي " يهمه "فريق الوحدة، ويعتبر أحد أساليب حياته " اليومية " ومصدر سعادته " الرياضية "، ومهما كانت " محدودية " تفكيره، يرضى بما وصل إليه الفريق في الوقت الراهن. وأكاد أجزم أنه ليس هنالك " وحداوي " يفكر مجرد التفكير أن يكون يوماً ما سبباً في ضياع " حلم " وفقدان " هوية " انتظرها الوحداويون كثيراً مع الدعم الكبير الذي تقدمه وزارة الرياضة لجميع الأندية بلا استثناء. فالمعضلة الأهم التي كان يعاني منها " الكيان " في سنواته " العجاف " الماضية تصدت لها دولتنا " ، حفظها الله، بكل اقتدار. وأجزم أيضاً أنه ليس هنالك " وحداوي " سيرهق فكره لإيجاد " المبررات لهذا " العك الإداري العقيم " الذي أوصل الفريق إلى ما وصل إليه. وأجزم أكثر أنه لا يوجد شخص على وجه البسيطة يسعى لنجاحه الشخصي أن يفرط في كل المكتسبات والمقومات التي تساعده على النجاح، إلا إذا كان لا يملك من " الأمر " شيئا، أو أنه لم يصل لاكتمال " العقل " وهذا يعذر " أحياناً. فبعيداً عن الأخطاء الكارثية والتنافس بين صناع القرار لانتزاع أفضلها، والتي أصبحت سمة داخل المنظومة الوحداوية مؤخراً، وأوصلت الأوضاع إلى ما وصلت إليه من السوء والإحباط والإرهاق النفسي. وبعيداً عن لعبة الحسابات المعقدة، وأرقامها المملة وتراكيب منافساتها المزعجة، التي جعلت من فرسان مكة الأقل حظوظاً للبقاء؛ سواء على مستوى الأرقام، أو حتى على المستوى المنافسة الفنية. فهل يعقل أن إدارة الوحدة لم تستشعر فداحة هذه الأخطاء خلال مسيرة الفريق. وهل يعقل أنها كانت مقتنعة بفترة " المدرب الكارثي " حديد " وبقدومه " أصلا. وهل يعقل أنها كانت تتوقع أن " التدخلات " !! ستعود بالفائدة على الفريق. وهل يعقل أنها كانت تتوقع نجاح التعاقدات على حساب من كان ناجحا فعليا. وهل يعقل أنها كانت تعتقد النجاح في التصادمات وفرض الآراء والتهديدات. فهذا غيضٌ من فيض، والكوارث كثيرة؛ يصعب على العقل استدراكها. ولكن أم الكوارث والمؤلم حقاً أن يكون تقبل هذا الأمر، وكأنه من المُسلمات التي يجب على المشجع الوحداوي التعايش معها والاقتناع بها، وترك المساحة لنسيانها وكأنها قدره المحتوم. لا يا سادة.. فالجمهور قد ينسى ويتناسى كل شيء إلا مسألة دمار الفريق وهبوطه. والأيام " شواهد " وسيخبركم بها " التاريخ " حتماً. بقعة ضوء اليوناني " دونيس " بعد ليلة الاتفاق المظلمة، قال: " سنعمل لبقاء الوحدة ". ولأجل "الوحدة " فقط، نتمنى لك النجاح.