اشتد الضغط الدولي على تركيا لثنيها عن ممارساتها العدوانية في المنطقة، ما أجبرها على المهادنة مع اليونان، معلنة أنها ستسهم بشكل بناء في المباحثات مع أثينا، غير أن ذلك لم يغير نظرة اليونان تجاه أنقرة، إذ قالت وزارة الخارجية اليونانية، إن العقوبات على تركيا يجب أن تظل احتمالًا قائمًا. ولفتت الخارجية اليونانية، إلى أن هدف أثينا ليس معاقبة تركيا فقط، إنما تريدها أن تتصرف كدولة تحترم الجوار، مبينة أن أن من حق اليونان توسيع مياهها الإقليمية كلما كان ذلك ضروريا، لافتة إلى أن المحادثات الاستكشافية مع تركيا ليست مفاوضات وليس لها موعد محدد. وتركيا تتنازع مع اليونان وقبرص حول أحقية التنقيب في مناطق شرق البحر المتوسط، إذ شكل هذا الملف أحد أبرز الأسباب في توتر العلاقة بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، فضلا عن ملف ليبيا، والعلاقة مع فرنسا، وملف اللاجئين وغيره. ولأجل تخفيف الضغط عليها في هذا الملف، بدأت تركيا تستجدي واشنطن بتحسين العلاقات معها، عندما ذكرت أنقرة أمس (الأحد) أنها تتطلع لعلاقات جيدة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، خصوصا وأن الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب اليونان وقبرص لحماية مياههما الإقليمية. وعلى الرغم من مهادنتها لليونان، واستجدائها لأمريكا، تواصل تركيا ممارساتها العدوانية في سوريا، مشعلة النيران في عفرين عبر المليشيات الموالية لها، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد أمس وقوع انفجار ضخم ضرب مدينة أعزاز السورية الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لأنقرة بالقرب من الحدود مع تركيا شمالي حلب. وقال إن انفجار سيارة مفخخة قرب المركز الثقافي أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، حيث تأكد مقتل شخص وامرأة، فيما بلغ عدد الجرحى إلى الآن أكثر من 22 جراحهم متفاوتة، ولا تزال فرق الإنقاذ تعمل على إسعاف المصابين. ولفت المرصد إلى حصيلة الخسائر البشرية جراء التفجير العنيف الذي شهدته مدينة عفرين، ارتفعت إلى 8 قتلى بينهم 4 أطفال، قضوا جميعاً في انفجار آلية مفخخة ضمن حي الصناعة بالمدينة الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل في ريف حلب الشمالي الغربي.