بدد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أوهام إيران حول موقف مختلف حيالها بعد تسلمه مقاليد السلطة، وقطع بأن حكومته وبالتشاور مع حلفاء الولاياتالمتحدة ستشدد القيود النووية على طهران وتتصدى لبرنامجها الصاروخي. وقال بايدن، أمس (الأربعاء) وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن إدارته ترفض حصول إيران على قنبلة نووية، قائلاً: "إن آخر شيء تريده الولاياتالمتحدة أن يعج الشرق الأوسط بالأسلحة النووية"، مؤكدًا أن سياسته تؤيد وضع اتفاقيات إضافية تعزز القيود على برنامجي طهران النووي الصاروخي، منوهًا إلى أن العودة للاتفاق النووي مع إيران لن تكون سهلة. ومنذ الإعلان عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة، توالت المواقف الإيرانية المعبرة عن تمنيات بتغير قد يطال سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه طهران، رغم أن نظام الملالي يواصل انتهاكاته للاتفاق النووي، وبرامجه لصناعة أسلحة يهدد بها المنطقة والعالم، في ظل تمويله ودعمه للإرهاب والميليشيا الإجرامية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، فيما رهنت واشنطن مرارًا تليين مواقفها بتغير سلوك النظام الإيراني ونهجه العدواني، ولا يتوقع مراقبون تغييرًا ملموسًا من قبل واشنطن تجاه طهران أيًا تكن الإدارة الجديدة. وأوضح بايدن، في وقت سابق أن الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترمب يحتاج إلى تعديلات، معلنًا أنه لا يؤيد رفع العقوبات، وقال ل"سي إن إن" في سبتمبر الماضي: "إذا اختارت إيران المواجهة، فأنا مستعد للدفاع عن مصالحنا الحيوية وقواتنا". يأتي هذا فيما أكد مسؤولان أمريكيان في إدارة ترمب أن واشنطن ستواصل عملية الضغط الأقصى ضد إيران حتى تسليم فريق بايدن. وقال المسؤولان، وفقا لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أمس، إن جزءًا من الحملة ضد إيران هو أيضاً تعزيز العلاقات مع الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط، ولعل زيارة كل من جاريد كوشنير، ووكيل وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، لعدة دول في المنطقة حتى السابع من الشهر الجاري، تأتي أيضا في هذا السياق، من أجل رص صفوف جبهة كاملة لصد سياسة إيران المزعزعة في المنطقة. بالمقابل يبدو الملالي في حالة تخبط وأن الحفاظ على النظام ومنع انهياره أكبر مشاغلهم، في ظل تكشف هشاشة القبضة الأمنية وتدهور أوضاع البلاد السياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية، وتصاعد القمع وحالات الإعدام والتعذيب، التي قد تفجر الاحتجاجات الشعبية مجددًا في أي وقت، إذ أوضح قادة إيران بعد اغتيال فخري زاده، أن بقاء النظام هو هدفهم الأول، وكانوا حريصين على عدم المخاطرة التي يمكن أن تقلب آمالهم الزائفة في رفع العقوبات واستعادة الصفقة النووية، بعد انتهاء ولاية الرئيس ترمب.