بعد عام مليء بالتحديات الاستثناية العالمية، وحافل بالمسؤولية التاريخية، توجت المملكة دورها الرائد في قيادتها لأهم كيان اقتصادي عالمي، المتمثل في مجموعة العشرين، برسالة الأمل والاطمئنان لشعوب دول المجموعة والعالم، التي تعكس اضطلاعها بمسؤولياتها كاملة بالمبادرات غير المسبوقة، بالتعاون مع الشركاء تجاه تبعات جائحة كورونا، وحماية الأرواح وسبل العيش. هذه المسؤولية وروح التعاون، شدد عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ باعتبارها حجر الأساس لنجاحات المجموعة لمواجهة تبعات الجائحة، وبناء مستقبل مزدهر لشعوب العالم أجمع، والالتزام الذي حققته برئاسة السعودية؛ لتثبت بأعلى درجات الكفاءة والارتقاء إلى مستوى التحديات الناجمة عن جائحة كورونا، حيث تبنت سياسات هامة من شأنها تحقيق التعافي وصولًا إلى بناء اقتصاد قوي ومستدام وشامل ومتوازن. إن السعودية، وهي تواصل دورها العالمي المميز، تحرص القيادة الحكيمة على استثمار المكانة الإقليمية والدولية، والموقع الفريد الذي يربط بين ثلاث قارات، ويشكل حلقة وصل بين الأسواق الناشئة والمتقدمة، ومن ثم جاء تأكيد خادم الحرمين الشريفين، أن المملكة سوف تستمر في لعب دور رئيس في مجموعة العشرين؛ لتحقيق التعاون العالمي وإيجاد الحلول لأكثر التحديات العالمية إلحاحاً في القرن الحادي والعشرين، وفي عام مليء بالتحديات الكبيرة ، مما يعكس إصرار الرئاسة السعودية على مواصلة ما بدأته خلال عام رئاستها لمجموعة الكبار. وكما تجلت نجاحات المواجهة خلال الأشهر الماضية، لم يغب المستقبل والمسؤولية تجاهه؛ حيث أكد الملك المفدى أيضا على أهمية استمرار الجهود الجماعية والفردية من خلال تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل الآفاق الجديدة، وإرساء الأسس لتحقيق الهدف العام باغتنام فرص القرن الحالي، وهذا العصر وبعمق إنساني للجميع. وخلال عام رئاسة السعودية لمجموعة العشرين، أشرف سمو ولي العهد، وتابع أدق التفاصيل المتعلقة بكامل المبادرات والاجتماعات الحضورية والافتراضية، وكافة الجهود الخاصة بتنسيق التعاون بين دول المجموعة لمواجهة جائحة كورونا، وصولًا إلى الختام الناجح الذي ظهرت عليه قمة الرياض وبيانها الختامي. فسموه يؤمن بأن التعاون بين دول مجموعة العشرين في ظل ما فرضته جائحة كورونا من تداعيات، يُعد أكثر أهمية من أي وقت مضى، تستوجبه مسؤولية صون حياة الإنسان وحماية سبل العيش وتقليل الأضرار الناتجة عن الجائحة، ورفع الجاهزية المستقبلية. لقد جاءت رسالة خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد – حفظهما الله – واضحة وهادفة بأن قوة مجموعة العشرين تكمن في وحدتها، بفاعلية العمل الجماعي في مواجهة التحديات المشتركة التي تهدد البشرية. ومن هنا، يوثق التاريخ أن المجهودات التي بذلتها المملكة خلال عام رئاستها لمجموعة العشرين لم تقتصر على التعامل مع التداعيات فقط، بل ذهبت لأبعد من ذلك من خلال مبادرة استشرافية لتحقيق حماية أفضل وتمكين جميع المواطنين، وبالأخص من النساء والشباب لاغتنام فرص القرن على مدى العقود المقبلة.