هل بدأ العد التنازلي للوباء وهل اقترب من نهايته حتى عاد الناس الى سابق حياتهم الاعتيادية كأن كورونا لم يعد له وجود؟. ومتى تنتهي جائحة كورونا ، وماهي المؤشرات التي يمكن من خلالها القول بأن الجائحة تم احتواؤها؟ هذه الاسئلة وغيرها كثير تتردد على ألسنة الكثيرين مع استمرار أمد الجائحة ولا أحد منهم يعرف متى تنتهي. 87 % نسبة التعافي في المملكة على صعيد عالمي ما زالت الجائحة تضرب بقوة واعداد المصابين في امريكا والبرازيل وعدد من الدول الاوروبية تسجل ارقاما عالية حتى وصلت اعداد المصابين 20 مليونا حول العالم. وعلى صعيد محلي في المملكة وصلت اعداد المصابين الى 287 الف مصاب وبلغ عدد حالات التعافي نحو ربع مليون حالة، بنسبة تعافٍ وصلت الى اكثر من 87 % ما يؤشر الى حالة تراجع وانحسار بل ان اكثر المتفائلين يقولون باقتراب الجائحة من نهايتها فهل اقتربت نهاية الوباء فعلا؟ مؤشرات انحسار الجائحة المعلومات المؤكدة التي رصدت في مختلف دول العالم بشأن نشاط الفيروس، تدل على أنه نتيجة لانتقاله من وسط الى آخر وارتفاع درجات الحرارة، حدثت طفرات جينية في الفيروسات أدت لضعفها وضعف انتشارها وفقدانها لكثير من صفاتها الجرثومية ونتيجة لذلك ضعفت قوة الفيروس الى جانب اكتساب مناعة جماعية للمجتمعات البشرية سواء كان ذلك ذاتيا او من خلال اللقاح. نزول المنحني في المملكة استطاعت وزارة الصحة بنظامها الصحي وماتمتلكه من بنية تحتية وكوادر صحية من ممارسين صحيين بمختلف فئاتهم المهنية في التعامل الاحترافي مع الجائحة ، كان هناك رصد دقيق لكل ماله علاقة بها ومتابعة مستمرة لها حيث تم تقديم افضل الخدمات العلاجية للجميع من مواطنين ومقيمين على حد سواء وتغطية جميع الاحتياجات اللازمة من أنظمة تحليل وكشف ورصد متقدم وزيادة سعة غرف العناية المركزة ومايلزمها من احتياجات مثل أجهزة التنفس وتقديم العلاج الدوائي للمحتاجين من المصابين، وغيرها من الخدمات الصحية واللازمة فترة الجائحة. ومقارنة بما يحدث في العديد من دول العالم، نجد اننا بعد الارتفاعات المتتالية، قد وصلنا -بفضل الله- وبما تم اتخاذه من تدابير احترازية ، إلى مرحلة التذبذب السطحي النزولي لعدد الإصابات اليومي وهي مشابهة لمرحلة الهبوط التدريجي في أعداد الإصابات، وهو منحني نزولي إيجابي. لقد شاهدنا وتابعنا وبكل دقة منحنيات الإصابات والحالات الحرجة وإعداد الوفيات محليا ورصدنا مؤشرات سلبية احيانا وايجابية أحيانا اخرى نتيجة زيادة الالتزام الايجابي بالاجراءات الاحترازية والتوعية الصحية التي قامت بها وزارة الصحة. ما ادى لنزول في منحني الانخفاض التذبذبي والذي نأمل أن يصل بنا الي مرحلة القاع، ووقتها يمكن القول ان الجائحة الكونية قد وصلت إلى نهايتها وتم احتواؤها تماما. مرحلة القاع والسؤال :هل بالإمكان الوصول إلى مرحلة القاع ومتى ندرك ان الجائحة كانت قوية جدا، ولم يكن بالساهل إيقافها عند مستوى معين، فكانت الطريقة الوحيدة للتقليل من شدة وطأتها وهجومها الشرس على المجتمعات البشرية هو تطبيق أشد الاحترازات مثل إيقاف كل التجمعات والحد منها قدر الإمكان في المدارس والجامعات، وصلاة الجمعة والجماعة، وتعليق العمرة، الى جانب التباعد الاجتماعي والحظر التام في المدن والقرى وهذا ما رايناه خلال الاشهر الماضية من شهر رجب الى نهاية شهر شوال ولما للجائحة الكونية من تأثير سلبي كبير على الحركة الاقتصادية، كان لابد من العودة إلى الحياة الطبيعية لتلافي تأثيراتها السلبيه وبمثل تلك الاحترازات سوف نصل بإذن الله الي مرحلة القاع ، فيما تتطلع شعوب الأرض لإيجاد لقاح ضد كورونا يمكن من خلال تناوله بناء مناعة من تأثيرات الفيروس في حالة الإصابة بالعدوى وتقليل أعداد الاصابات والوفيات.