جدد العراق رفضه تدخل إيران في شؤونه الداخلية، مؤكدا سعيه إلى علاقات متوازنة مع دول الجوار، في تأكيد على أن بغداد تريد قطع يد الإرهاب، ونبذ التطرف وإيقاف التخريب الذي تنفيذه المليشيات الإيرانية في العراق والمنطقة. ووجهت الرئاسات العراقية الثلاث (الجمهورية، الوزراء، والبرلمان)، رسالة لوزير خارجية إيران جواد ظريف، عبر لقائها له أمس (الأحد) في بغداد، مفادها أن العراق لن تكون رهينة للملالي، حيث أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال مؤتمر صحافي، أن العراق يسعى لتجنب التوترات الإقليمية والدولية وحماية سيادته، ويتمسك بإقامة علاقات متوازنة مع دول الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وفيما أرسل المستوى السياسي في العراق رسائل "دبلوماسية" ذات معنى لإيران، تشدد على حماية السيادة ورفض التدخلات، جاءت الرسائل الشعبية مباشرة وواضحة، إذ تصدر وسم "ظريف غير مرحب بك في العراق" منصات مواقع التواصل، وسط موجة تنديد بالزيارة والزائر ودور إيران المُخرب في العراق والمنطقة. وارتفع منسوب التوتر بين العراقوإيران عقب اغتيال الخبير الأمني والمحلل العراقي هشام الهاشمي الذي كان ينسق مع الحكومة من أجل وضع خطط لمواجهة داعش و"خلايا الكاتيوشا"، في ظل تقارير عالمية ومحلية حملت مسؤولية اغتيال الهاشمي للميليشيات الإيرانية، التي ترى في مساعي الكاظمي الأخيرة لفرض سيادة الدولة على المنافذ الحدودية وحصر السلاح بيد مؤسساتها الرسمية تهديدًا مباشرًا لنفوذها ووجودها. وتزامنًا، أفاد مصدر أمني عراقي بسقوط صاروخين من نوع "كاتيوشا" قرب السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء فى بغداد، فيما ذكر شهود عيان أن 3 صواريخ سقطت فى ساحة ترابية قرب سفارة واشنطن في العاصمة العراقية، وعادة ما تتهم الميليشيات الإيرانية بمثل هذه الاستهدافات، خاصة والهجوم الأخير يأتي عشية جولة الكاظمي الخارجية، التي ستختتم بزيارة لأمريكا في إطار الحوار الاستراتيجي بين البلدين. من جهة ثانية، تواصلت سلسلة الحرائق المتنقلة والتفجيرات الغامضة التي تطال مؤسسات استراتيجية في إيران، من ضمنها منشآت مرتبطة ببرامج إيران النووية والصاروخية والعسكرية، إذ وقع انفجار جديد، أمس، استهدف هذه المرة منشأة للطاقة في إقليم أصفهان. وقال مدير شركة الكهرباء في أصفهان، موسى رضائي، لوكالة "إرنا" إن انفجارًا وقع بمحطة كهرباء "عباس عباس بور" في إسلام آباد. وفي حادث آخر، أفادت وكالة العمال الإيرانية، أمس، بوقوع حريق في مصنع بتبريز، ولم يتم التطرق لأي تفاصيل تتعلق بالحادثين، كما حدث في الحرائق والانفجارات السابقة، فيما قالت قناة "بي بي سي" الفارسية إن صورًا بالأقمار الصناعية أظهرت أن الانفجار الذي وقع في10 يوليو الجاري في منطقة غرمدرة، استهدف قاعدة جوية تابعة للحرس الثوري. وفي سياق ردع الإجرام الإيراني وبعد إدانات دولية وتدخل ترمب معبرًا عن رفضه تأييد أحكام الإعدام الصادرة في إيران ضد ثلاثة متظاهرين، لمشاركتهم في احتجاجات نوفمبر الماضي، رضخت إيران، أمس، لصوت الشارع وعلقت تنفيذ حكم الإعدام بحق الشبان الثلاثة، خوفاً من غضبة الشعب.