اعتبر تقرير بريطاني، أن تركيا ترتكب "مغامرة" خطيرة في ليبيا، خاصة وأن تدخلها في طرابلس لا يحظى بأية شعبية، كما أنها باتت بلدا معزولا ولا تحظى بأي احترام من قبل جيرانها وأوروبا، وهو ما أجبرها إلى إعادة علاقتها مع إسرائيل. وقال تقرير صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن 8 إلى 10 آلاف مرتزق أرسلهم أردوغان من مناطق الصراع في سوريا إلى مناطق صراع جديدة في ليبيا، على بُعد أكثر من 2000 كيلومتر، هم أدوات الرئيس التركي في مخططاته التوسعية وفرض السيادة الجيوسياسية في شرق البحر الأبيض المتوسط. ولفت إلى أنه بحلول نهاية عام 2019، وإدراكا بأن قوات الجيش الوطني الليبي كانت على وشك الاستيلاء على العاصمة طرابلس، اتخذ أردوغان خطوة متهورة بإعلان الدعم العلني لحكومة الوفاق الوطني، وتوقيع اتفاقيات جديدة بشأن كل من الحدود البحرية والتعاون العسكري، بهدف تمديد نفوذه في إطار الصراع الطويل الأمد مع اليونان حول قبرص المقسمة، والمنافسة مع أثينا والدول المجاورة حول حقوق التنقيب عن النفط والغاز. ويقول التقرير إن هناك حقيقة تبين بما لا يدع مجالا للشك أن أنقرة أصبحت معزولة بشكل متزايد على المسرح العالمي، وأن التدخل في ليبيا لا يحظى بشعبية كبيرة مع الناخبين الأتراك، وفضلا عن أن تركيا غير قادرة على حسم الصراع في طرابلس، وبالتالي مشروعها في ليبيا غير مستقر وقد يتحول لمستنقع لن تستطيع الخروج منه إذا تم جرها إلى عمق القتال. وترى "الغارديان" أن روسيا غير مرحبة بالتمدد التركي في ليبيا، وقد تعمل على تعزيز تواجدها هناك لمواجهته، وأن الاتحاد الأوروبي ندد بالاتفاقية البحرية بين أردوغان والسراج، وهدد بفرض مزيد من العقوبات على عمليات الحفر التركية القائمة قبالة سواحل قبرص. من جهته، أكد المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن أردوغان يجند أبناء العرب لقتل العرب، مضيفا أن بعض السوريين يقاتلون في ليبيا بسبب الترهيب التركي، مشيرا إلى أن تدخل أنقرة خطير ويجب أن "يوضع أمام العرب لوقفه". وأضاف أن أنقرة أرسلت إلى ليبيا 2000 عسكري تركي غير المرتزقة، وأن قطر تقوم حاليا بتجهيز قاعدة الوطية لصالح تركيا. إلى ذلك، أدان رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، محمد المصباحي، الأطماع التركية في ثروات بلاده، وسعي أنقرة لتعزيز تواجدها بالساحة الليبية سياسيا واقتصاديا، مضيفا أنه لا يستبعد إقدام مليشيات الوفاق المسنودة من قوات تركية بالهجوم على منطقة الهلال النفطي والسيطرة عليها. فيما حذر النائب البرلماني التونسي عن حركة "تحيا تونس"، مبروك كرشيد، من تحويل تركيا قاعدة الوطية العسكرية في ليبيا مركزا لانطلاق الإرهابيين نحو تونس، مشيرا إلى أن أن تركيا تستعد لنشر 5 آلاف مرتزق من ضمن 10 آلاف في القاعدة التي تقع قرب الحدود التونسية. وفي سياق تزايد الرفض داخل تركيا لسياسات أردوغان في الداخل والخارج، أكد وزير الاقتصاد التركي السابق ورئيس حزب "الديمقراطية والتقدم" علي باباجان أن أردوغان ارتكب أخطاء فادحة على جميع المستويات والسياسات الداخلية والخارجية، وأفسد كل شيء بعد أن سيطر على جميع أجهزة الدولة، مؤكدا أن أردوغان دمر النظام الديمقراطي في البلاد، وقضى على استقلالية القضاء، وبات الشعب التركي ضحية لفساده وسياساته الطائشة.