أظهرت إيران تخبطا في تصريحاتها بشأن الأعمال الاستفزازية في الخليج العربي، ففي الوقت الذي نفى الحرس الثوري أحاديث أمريكا حول مضايقات لسفنها، عاد ليعترف ضمنيا بأن قواته واجهت سفنا أمريكية ثلاث مرات في مياه الخليج، وهو ما يؤكد صحة اتهامات الولاياتالمتحدة بأن نظام الملالي يمارس الاستفزاز الدائم تجاه سفن واشنطن، ما ينذر بمواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية المتأهبة للرد على أي انتهاك أو عدوان إيراني وفق ترمب. وأكد الحرس الثوري، أن قواته واجهت سفنا أمريكية في الأسبوعين الماضيين، مع بعض اشتباكين سابقين بين الطرفين، مدعيا أن القوات الأمريكية اعترضت مسار سفينة "سياوشي" عند عودتها من مهمة في جنوب شرقي جزيرة "فارسي" في 6 أبريل الجاري، وتكرر المشهد في اليوم التالي أمام السفينة الأمريكية CG 72 في المنطقة المواجهة لعسلوية، لافتا إلى أنه في 15 أبريل تم إرسال 11 زورقا إيرانيا بشكل جماعي إلى المنطقة، حيث واجهت السفن الحربية الأمريكية، وهو ما أودرته أمريكا من قبل بأن الاستفزاز الإيراني نفذ عبر 11 زورقا. وسبق أن علق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على الاستفزازات الإيرانية لسفن بلاده في مياه الخليج، مؤكدا أن واشنطن تدرس الرد المناسب على الخطوة الإيرانية، فيما اعتبر الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية خطوة زوارق الحرس الثوري بأنها "غير مهنية" و"غير آمنة". وفي سياق التدخل الإيراني في سوريا وتحقيق أطماع الملالي للهيمنة عليها، عمدت القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها إلى إخلاء عدة مقرات تابعة لها في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، ونقلها إلى أطراف المدينة، وتحوليها لتجمع للمليشيات ونشر الأسلحة الثقيلة فيها، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الإيراني جواد لسوريا وسط مؤشرات على تغيير روسيا لاستراتيجيتها في سوريا مع تذبذب سيطرة النظام على بعض المناطق التي استعادها، مثل درعا، بالإضافة إلى إدراك موسكو أن دعمها للأسد في المرحلة القادمة سيصطدم بتوجهات المجتمع الدولي، وبالتالي تسعى طهران لاستغلال الفرصة من خلال زيارة ظريف لدمشق رغم ما تعانيه إيران من تفشٍّ واسع لفيروس كورونا. وذكرت مصادر، طبقا للمرصد، أن عملية نقل المقرات جرت إلى أبنية تم بناؤها من قبل الميليشيات الإيرانية في منطقة المزارع التي تبعد نحو 8 كلم عن مدينة الميادين، كما قامت المليشيات الإيرانية بنشر عدد كبير من الأسلحة الثقيلة كالمدافع وراجمات الصواريخ ضمن منطقة المزارع، التي باتت تجمعا ضخما وكبيرا جداً للقوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها. وفي الداخل الإيراني، تصاعدت موجة الانتقادات لتضخم ثروة المرشد خامنئي، وطالبت عضوة البرلمان الإيراني، بروانه سلحشوري، أمس، بعرض المؤسسات التي يسيطر عليها المرشد في البورصة لحل مشاكل البلاد. وأضافت أن 60 % من ميزانية الدولة في أيدي هذه المؤسسات"، مؤكدة أنه "في الوقت الحالي هناك فرصة جيدة لاتخاذ قرارات بشأن مثل هذه المؤسسات وعرضها في البورصة، بحيث يمكن إعطاء الشعب حصته وحقوقه بهذه الطريقة".