أدانت الحكومة الشرعية اليمنية ، أمس السبت، منع ميليشيات الحوثي الانقلابية، ذراع إيران في اليمن، المواطنين اليمنيين من دخول المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، واحتجازهم بالعراء بدون مآوى في مدينة عفار بالبيضاء بزعم تطبيق حجر طبي لمواجهة فايروس كورونا، دون تفريق بين الأطفال والمسنين والنساء أو توفير أبسط المستلزمات الضرورية للحياة، في وضع غير إنساني يؤكد استهانة الميليشيا بأرواح اليمنيين. وأكدت الحكومة أن الحالة المأساوية التي وُضع فيها المواطنون، منذ يوم الاثنين الماضي، تشكل خطرًا كبيرًا على حياتهم، نتيجة لاحتجازهم وعدم توفر الرعاية الصحية اللازمة، ما يعكس صورة بشعة لانتهاكات الحوثي لكرامة وحقوق وحياة الإنسان. ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى القيام وبصورة عاجلة بالضغط على ميليشيا الحوثي للإفراج عن المواطنين اليمنيين، الذين احتجزتهم فيما اسمته بالحجر الصحي والتعامل بعيدًا عن أي مزايدات في ظل هذه الجائحة العالمية التي يتعاضد العالم بأكمله لمقاومتها. وشددت الحكومة على اتخاذها كل الإجراءات اللازمة في التعامل مع هذه الجائحة، حيث يتم فحص كل القادمين من الخارج في المنافذ الحدودية، للتأكد من خلوهم من أعراض الفايروس والحجر على المصابين منهم. ولم تكتف الميليشيات بإهمال المواطنين المسافرين إلى مناطق سيطرتها وتركهم فريسة للفايروس أو للمعاناة من طقس الشتاء ونقص الغذاء والضروريات، بل طالت ممارساتها اللاإنسانية المواطنين في مناطق سيطرتها، خاصة العاصمة صنعاء، حيث "عممت" أنه في حال الإصابة بكورونا ممنوع التوجه للمستشفي أو الخروج من المنزل والاتصال برقم هاتف فقط !. ونشرت سلطات الأمر الواقع الصحية بصنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين تلك التعليمات لسكان صنعاء عبر رسالة " نصية " عممت على كافة مشتركي شركات الهاتف النقال الناشطة في اليمن، طالبت فيه السكان في حال الاصابة بكورونا عدم التوجه إلى مستشفي أو الخروج من المنزل والاتصال بالرقم " 195″، مشيرة أنه خاص بلجنة الاستجابة، التي "ستهرع الى المصاب في منزله وتقوم بإجراءات العناية الطبية"، في حين ، أكدت مصادر في العاصمة أن التعليمات الحوثية تهدف للتنصل عن أي مسؤولية في مكافحة كورونا، بحيث تترك المصابين سجناء منازلهم، بزعم علاجهم بالمنازل، وهو أمر غير ممكن ولم تقم به أية دولة في العالم، فضلًا عن أن الحوثيين دمروا القطاع الصحي في مناطق سيطرتهم. وفي السياق، دعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، السبت، الأطراف اليمنية إلى إطلاق سراح كافة الأسرى، بسبب مخاطر تفشي فايروس كورونا، وقال:"أصبحت الحاجة لإطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين على خلفية النزاع في اليمن بموجب التزامات الأطراف في اتفاق تبادل الأسرى أكثر إلحاحًا بسبب كورونا"، فيما تضع الميليشيا العراقيل أمام تباد الأسرى، رغم أن قسمًا كبيرًا ممن تحتجزهم مواطنون يمنيون اختطفتهم واحتجزتهم قسرًا دون مبررات لذلك. وفي غضون ذلك، نددت الحكومة اليمنية باستمرار الميليشيا الحوثية الانقلابية في نهب المساعدات الإنسانية، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي إلى تحريك ملفات فساد الميليشيا وانتهاكاتها ضد العمل الإنساني. وأكد وزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح أن الميليشيا الحوثية حرقت حديثًا 160 طنًا من القمح بمحافظة تعز مقدمة من برنامج الأغذية العالمي، معتبرًا ذلك انتهاكًا جسيما يضاف إلى قائمة الجرائم والانتهاكات التي تمارسها الجماعة بحق العملية الإغاثية. وطالب الوزير اليمني، منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، بتحريك "ملف جرائم ميليشيا الحوثي بحق الأعمال الإنسانية أمام المجتمع الدولي ومجلس الأمن للضغط على الميليشيا لوقف جميع الانتهاكات الإنسانية في اليمن واتخاذ إجراءات كفيلة بعدم التعرض لها مستقبلًا". وكانت الحكومة اليمنية قد اتهمت الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران بنهب ما يقارب 900 قافلة إغاثية، كانت في طريقها لإغاثة المواطنين في مناطق مختلفة.