استهدفت الميليشيات الإيرانية في العراق، أمس السبت، بالصواريخ قاعدة التاجي العسكرية التي تستضيف قوات التحالف الدولي لمواجهة داعش بقيادة الولاياتالمتحدة للمرة الثانية خلال 4 أيام، مما تسبب في مقتل جنديين عراقيين وإصابة آخرين، وقال مسؤولان عراقيان إن أكثر من 10 صواريخ سقطت داخل القاعدة، بعضها أصاب مناطق التحالف بينما سقط البعض الآخر على مدرج تستخدمه القوات العراقية. وكانت القاعدة قد تعرضت لهجوم، الأربعاء، تسبب في مقتل أمريكيين اثنين وثالث بريطاني، ردت عليه القوات الأمريكية باستهداف مواقع لميليشيات موالية لإيران، قال الجيش العراقي إنها أسفرت عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 12آخرين. ويتزامن تصعيد وكلاء إيران في العراق مع تصميم أمريكي على ردع إيران وأذرعها، حيث كشف قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي أن جيش بلاده وجه حاملتي طائرات إلى الشرق الأوسط، مما يمثل أول استخدام مزدوج موسع للحاملات في المنطقة منذ 2012، محذرًا إيران برد قوي حال تعريض قوات أمريكا أو التحالف أو الشركاء للخطر. الكذب القاتل وفي سياق تفشي كورونا في إيران، أكد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن انتشار "المستجد" داخل البلاد أصبح كارثيًا وأن الحدود مع العراق تشهد توترًا حادًا نتيجة تدفق الإيرانيين عليها، بشكل يفوق قدرة الجانب العراقي على اتخاذ الإجراءات الاحترازية. ونقلت الصحيفة قصصًا عن حالة مأساوية تمر بها إيران جراء تفشي الفايروس، رواها عائدون من هناك، أشاروا إلى أن الحياة شبه متوقفة، حيث أغلقت المدارس والجامعات والمقاهي والمطاعم والمتاحف ودور السينما، وحُظر السفر بين المحافظات، وتم إلغاء الأحداث الرياضية وصلاة الجمعة. وفي حين أوضح التقرير وتقارير أخرى موثقة أن أرقام الضحايا والمصابين التي تعلنها السلطات كاذبة ولا تعبر عن الحقيقة، أعلنت السلطات الإيرانية، السبت، تسجيل 12729 إصابة و97 وفاة جديدة بكورونا ليرتفع عدد الوفيات إلى 611، وقال رئيس جامعة كرمانشاه للعلوم الطبية بإيران، محمود رضا مرادي، السبت، بالتأكيد على أن مدينة كرمانشاه الواقعة غربي البلاد "مليئة بفايروس كورونا الوحشي"، معلنًا وصول مستوى تفشي الفايروس بالمحافظة للمستوى الأحمر. وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد اتهم، المرشد خامنئي بالإخفاق في حماية إيران من كورونا، وقال إنه "كان على خامنئي أن يحمي الشعب الإيراني بدلًا من ترك الرحلات مفتوحة مع الصين". وحل ذلك قال المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات هاني سليمان إن تصريحات بومبيو تعكس نظرة الولاياتالمتحدةلإيران كأحد أكثر الدول المسؤولة عن تفشي كورونا في العالم بكلتا الآليتين؛ سواء بشكل متعمد، أو نتاج عدم وقوف النظام أمام مسؤولياته وتطبيق إجراءات الشفافية والاحتراز. وأضاف أن النظام الإيراني وقع في عدة أخطاء مركبة: غياب الشفافية وعدم الإعلان المبكر عن وجود مصابين تجنبًا لعدم تحمل أية مسئوليات أو تكلفة، كما أنه ترك الرحلات مفتوحة من وإلى الصين حتى بعدما تفاقمت الأوضاع، وتعمد تصدير الوباء لدول الجوار واستخدامه كأداة انتقام تعكس أيديولوجيا الكراهية للدول العربية والعالم، عبر عدم ختم جوازات كثير من المسافرين الذين مروا على إيران كإجراء توريطي لبعض الدول ولتسهيل نشر الفايروس. وقال الدكتور حسام الغايش الخبير الاقتصادي إن انتشار الفايروس فى ايران تسبب فى ركود الحركة الاقتصادية، مما يهدد بتحول تفشي كورونا إلى كارثة، خاصة وإيران تتستر على الأعداد الحقيقية الصادمة للإصابات والوفيات، وعلاقاتها التجارية الوثيقة مع الصين حالت دون اتخاذها تدابير صارمة منذ البداية للحد من انتشار الفايروس. ولفت مدير مركز سلمان زايد للدراسات بالشرق الأوسط هشام البقلي إلى أن إيران من الأسباب الرئيسية فى انتشار كورونا بالمنطقة والعالم، نظرا لعدم وجود آليات لديها لمواجهة المخاطر بشكل عام والصحية بشكل خاص، مطالبًا منظمة الصحة العالمية والجهات الدولية المنوط بها التعامل مع هذه الأوضاع ضرورة تحرى الدقة حول البيانات التي تصدر من إيران بشأن كورونا، فالوضع هناك متفاقم بشكل يفوق ما تقوله الأبواق الحكومية للحرس الثوري والحكومة الإيرانية.