انفجرت الأوضاع في معاقل أذرع الملالي بالعراق، احتجاجاً على سياسات التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للبلاد، والعمل على إثارة الفوضى والقتل، إذ قطع متظاهرون أمس (الثلاثاء)، الطريقين الرابطين بين النجف وكربلاء، وبين الناصرية وبغداد، مع قطع طريق المطار، وأخرى في البصرة، بعد مقتل اثنين من المتظاهرين وإصابة العشرات في صدام مع الأمن والمليشيات التابعة لطهران. ويتمسك المحتجون بمطالبهم بإيقاف سيطرة إيران على المشهد العراقي، وهيمنتها على مراكز صناعة القرار في بغداد، عبر مليشياتها التي تقتل وتنهب وتريد تحويل العراق إلى ساحة حرب، فيما أكدت منظمة العفو الدولية أن "من حق العراقيين أن يكون لديهم حرية الاحتجاج بسلام ومن واجب قوات الأمن حمايتهم"، مضيفة أن إغلاق الطرقات جزئياً بشكل سلمي يعد شكلاً مشروعاً للتجمع السلمي، وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان. وأطلقت القوى الأمنية الغاز المسيل للدموع على مقربة من طريق محمد القاسم، من أجل تفريق المحتجين، ما أدى إلى إصابة 7 بحالات اختناق، بينما سمع دوي إطلاق النار على المحتجين في مدينة كربلاء، إذ عمدت القوى الأمنية إلى محاصرة المتظاهرين تحت جسر الضريبة من جهة "سريع حي رمضان" وشارع السناتر في كربلاء، بينما أكد شهود عيان توقف الدراسة في عدد من المدارس والجامعات وسط انتشار أمني كبير. وسياسياً رُفضت كل الأسماء المرتبطة بإيران في التشكيل الحكومي الجديد، الذي سيعلن عنه رئيس الوزراء عقب عودته من المشاركة في منتدى "دافوس". وقال المحلل والكاتب السياسي العراقي باسم الكاظمي، إن تصاعد وتيرة الاحتجاجات في عموم المحافظات الجنوبية والفرات الأوسط وبغداد، جاء نتيجة تجاهل الكتل السياسية لمطالب الحراك والتمسك بالسلطة. وأضاف أنه يتوقع الخروج بعد غد في مظاهرات مليونية حاشدة مع تصاعد حدة احتجاجات المتظاهرين الرافضين لكل ما هو غير عراقي وموال لإيران، فيما قال المحلل السياسي العراقي كروان أنور إن المظاهرات لن تتوقف طالما لم تلب السلطات العراقية أقل طلبات المتظاهرين وهى توفير عيشة كريمة للمواطن العراقي الذى يعانى منذ 17 عامًا. وفي لبنان، يحاول "حزب الله" المدعوم بشكل مباشر من إيران، جر البلاد لتصبح "ساحات دموية"، بالاعتداء المباشر على المتظاهرين، ومحاولة قمع الاحتجاجات التي تطالب بإيقاف عبث نظام الملالي بمصالح ومكتسبات لبنان، وردع مليشيات حزب الله وإيقافها عن التدخل السياسي والاقتصادي، بينما اعتبر مغردون مشاركة وزير الخارجية جبران باسيل في منتدى "دافوس" باسم لبنان وصمة عار باعتباره على علاقة مع "حزب الله"، ولا يمثل الشعب اللبناني. وجاءت تغريدة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري على "تويتر" أمس، لتؤكد أن أيادي إيران تخرب البلاد بالتدخل في الشأن السياسي، عندما قال: "للمتخوفين من السيناريوهات المختلفة والقائلين بأن أحداً من أولياء أمر التأليف لم يعد يريد سعد الحريري في رئاسة الحكومة فأقول: الحريري اتخذ قراره ومفتاح القرار بيده. فتشوا عمن سرق مفاتيح التأليف وأقفل الأبواب على ولادة الحكومة"، خصوصاً أن المحتجين يرفضون الحكومة التي يريد تشكيلها عون لأنها تخدم مصالح "حزب الله". وأضاف الحريري "قراري حاسم بأن كرسي السلطة صارت خلفي وأن استقالتي استجابت لغضب الناس كي تفتح الطريق لمرحلة جديدة ولحكومة تنصرف إلى العمل وتطوي صفحة المراوحة في تصريف الأعمال. والتحليلات التي تتحدث عن سيناريوهات تربط عرقلة تأليف الحكومة بترتيب عودتي إلى رئاسة الحكومة مجرد أوهام ومحاولات مكشوفة لتحميلي مسؤولية العرقلة وخلافات أهل الفريق السياسي الواحد". وفي الشأن الداخلي الإيراني، تكشفت حقائق جديدة تفضح إرهاب نظام الملالي، فبعد تكتم الحكومة على تفاصيل إسقاط الطائرة الأوكرانية، جاء الاعتراف أخيراً من هيئة الطيران المدني بأن صاروخين من طراز "TOR-M1" استهدفا الطائرة التي راح ضحيتها 176 راكباً، ما يؤكد بجلاء الروح العدوانية والنزعة الإرهابية تجاه المدنيين العزل، وجعل المظاهرات تندلع في المدن الإيرانية مطالبة بإسقاط نظام روحاني وخامنئي، لإيقاف شرورهما في المنطقة بأكملها. إلى ذلك، كشفت الباحثة في الملف الإيراني بمنظمة العفو الدولية، رها بحريني، أن ضابط أمن إيرانياً بلباس مدني اغتصب إحدى النساء المعتقلات خلال الاحتجاجات الأخيرة في طهران، معتبرة أن هذا الجرم يعتبر "دليلاً على التعذيب" الحاصل في السجون الإيرانية.