كشفت منظمة العفو الدولية، في تحديث لتقريرها عن مصدر القنابل القاتلة المستخدمة ضد المحتجين في العراق، والتي تستخدمها السلطات؛ بهدف قتل المحتجين وليس تفريقهم، أن مصدر هذه القنابل هو إيران. وأضافت أن السلطات العراقية استخدمت قنابل مسيلة للدموع من صنع إيراني لقتل المحتجين بدل تفريقهم، وفقاً لأدلة جديدة. وأشارت المنظمة، في تحديث على تقرير سابق لها، أنها قامت بمزيد من التحقيقات على القنابل الدخانية التي يبلغ حجمها 40 ملم، وتستعمل لقتل المحتجين ، مؤكدة أنها حصلت على أدلة من مصادر على الأرض، لأربع وفيات إضافية بسبب القنابل الإيرانية والصربية، موضحة أنها لا تملك أدلة عن هوية من يطلق هذه القنابل الإيرانية الصنع على المحتجين في شوارع العراق. وكانت منظمة العفو الدولية قد حثت السلطات العراقية على ضمان أن تتوقف شرطة مكافحة الشغب، وقوات الأمن الأخرى في بغداد على الفور عن استخدام نوعين من القنابل المسيلة للدموع، لم يسبق استخدامهما من قبل، لقتل المحتجين بدلاً من تفريقهم؛ وذلك بعد أن خلصت تحقيقاتها إلى أنهما تسببا في وفاة ما لا يقل عن خمسة محتجين خلال خمسة أيام. ودعت المنظمة الدولية السلطات العراقية إلى فتح تحقيق دولي في هذه الجرائم وضمان محاسبة المجرمين. تحذيرات السيستاني وفيما قُتل أكثر من عشرة عراقيين خلال مظاهرات اليومين الماضيين، جدد المرجع الديني للشيعة في العراق علي السيستاني تحذيراته من استغلال الاضطرابات بالبلاد من جانب قوى داخلية وخارجية تسعى للإضرار بالعراق، في إشارة إلى التدخلات الإيرانية وعنف الميليشيات. وقال بمدينة كربلاء أمس: إن قوات الأمن العراقية تتحمل المسؤولية الأساسية عن تأمين الاحتجاجات والحفاظ على السلمية. وحث السيستاني الحكومة على الاستجابة لمطالب المحتجين في أسرع وقت، مضيفاً أن أمام القوى السياسية العراقية فرصة فريدة لتلبية مطالب المحتجين وفق جدول زمني. والجمعة قبل الماضية، أكد السيستاني على إدانته للتعرض للمتظاهرين السلميين. ودعا ممثل السيستاني في خطبة ألقاها في كربلاء إلى احترام إرادة المتظاهرين ومطالبهم. كما شدد على أن الإصلاح في العراق يعود لما يختاره الشعب العراقي وليس لجهة معينة، قائلاً: "ليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين أو أي طرف إقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين أو يفرض رأيه عليهم". ودعا إلى عدم "إسالة الدماء، وعدم السماح بانزلاق البلد إلى مهاوي الاقتتال الداخلي والفوضى والخراب، وهو ممكن إذا تعاون الجميع على حل الأزمة الراهنة بنوايا صادقة ونفوس عامرة بحب العراق والحرص على مستقبله". وقال: "إن المرجعية الدينية تجدد التأكيد على موقفها المعروف من إدانة التعرض للمتظاهرين السلميين وكل أنواع العنف غير المبرر، وضرورة محاسبة القائمين بذلك، وتشدّد على الجهات المعنية بعدم الزجّ بالقوات القتالية بأي من عناوينها في التعامل مع الاعتصامات والتظاهرات السلمية خشية الانجرار إلى مزيد من العنف".