لاننكر أن أهم ماكان يميز مباريات الدوري السعودي وجمال مدرجات ملاعبنا هو الحضور الجماهيري الكبير في” الديربيات والكلاسيكيات ” وتُعد الجماهير السعودية العلامة المميزة والفارقة عن بقية مشجعي كرة القدم في الدول العربية وبشهادة المتابعين لمباريات أقوى دوري عربي، ووصف البعض أن جماهيرنا بفاكهة وملح الاستحقاقات المحلية ومباريات منتخبنا الوطني أينما رحل وارتحل . ولعل جماهير أندية الغربية ” الأهلي والاتحاد ” هذا الموسم سجلوا غيابا على غير المعتاد، رغم تميزهم عن غيرهم من جماهير الأندية الأخرى بالحضور والأهازيج الخاصة والشيلات المصاحبة لمؤازرة أنديتهم، والتي تختلف عن الجماهير الأخرى، وهو ما شكل منعطفا خطيرا لم يكن معتادا بعزوفهم عن حضور المباريات في الوقت الذي يحتاجهم الأهلي والاتحاد، مما حدا بنجومهم المطالبة والنداءات المتتالية وحثهم على الحضور ومساندتهم لهم لأنهم يمثلون الوقود الحقيقي لهم، ولكن لم تجد هذه المطالب مكانا لدى الجماهير ولم تلق بالا ولم تهتم بنداءات اللاعبين والإعلاميين والإدارات ويعزو البعض أن ظهور لاعبيهم بالمستويات الباهتة وعدم مقارعتهم لأندية العاصمة وحصولهم على البطولات كانت سببا رئيسيا في عزوفهم لتكبدهم مشاق الحضور للملاعب فيما يرى آخرون أن ارتفاع أسعار التذاكر أحد الأسباب الرئيسة التي تعيق حضورهم هذا إذا عرفنا أن غالبية الجماهير هم من الطلاب؛ سواء في التعليم العام أو الجامعي وهناك سبب يغفله الكثيرون وهو بعد الملاعب الرئيسة والكبيرة التي تحتاج الحضور الجماهيري الكثيف وهذا لايمكنهم من الحضور بسبب البعد الذي يتطلب ميزانية خاصة لايستطيعون الإيفاء بها . ولأن النادي الأهلي يختلف عن جاره، بأنه يحتل المركز الثالث وتفصله عن المتصدر والوصيف ثلاث نقاط فقط والفريق مدجج بالنجوم ويملك مدربا داهية يعرف تفاصيل التفاصيل في الدوري وتتأمل الجماهير خيرا، بعد أن منح الفرصة واكتمل الفريق بعناصر المؤثرة، إلا أن العتب يوجه سهامه صوب مجانين النادي ويهمس لهم بأن الكيان في أمس الحاجة لحضوركم ومساندتكم لاسيما وأنتم العشاق وأسود المدرجات ومباراة اليوم المفصلية أما الفيصلي تمثل أهمية قصوى وتتطلب تنازلكم عن كل شيء من أجل الكيان والوقوف معه والتواجد بكثافة لأن نجومكم يحتاجون وقفتكم الصادقة وسوف يبذلون كلما في وسعهم لتحقيق الفوز والظفر بالنقاط الثلاث لكي يكون في المنافسة وتحقيق البطولات . وعلى الجانب الآخر هناك من يرى عزوف جماهير الملكي عن الحضور للمدرجات لأسباب تصب في صالحهم وتدعم رفضهم للمجيء للملاعب وأبرزها المشاكل الإدارية التي طغت على السطح حتى بات الأهلي مادة دسمة يومية لمعظم البرامج الرياضية وأصبح وأمسى المنظرون يتشدقون بملء أفواههم لما آل إليه حال الأهلي الذي كان صرحا من خيال والنادي الأنموذج وإلى أين وصل بعد أن وصلت الصراعات إلى طريق مسدود في سابقة تعد الأولى في تاريخ النادي وهناك مقترح آخر أن تبادر إدارة النادي بشراء تذاكر وتقوم بتوزيعها مجانا على ال10 الآف مشجع لضمان حصول النادي على المليون ريال في كل مباراة تقام على أرض الفريق ويتفق الأغلبية أن تخفيض سعر التذاكر الموحدة إلى 15 أو 10 ريالات ستمكن أكبر عدد من الحضور لمساندة الفريق ويرون أنها خطوة جريئة تحسب لصالح الإدارة فهل يفعلها المجانين الليلة ؟ سنرى.