تزداد الضغوط على إيران، لردعها وإيقاف برنامجها النووي، وقطع دابر إرهابها في مختلف دول العالم، فبعد أن أيدت بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، الولاياتالمتحدة وألقت باللوم على إيران في الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين، وطالبت طهران بالموافقة على محادثات جديدة مع القوى العالمية بشأن برامجها النووية والصاروخية وقضايا الأمن الإقليمي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أمس (الثلاثاء)، إن موقف الولاياتالمتحدة ثابت وقوي في ملف الأزمة مع إيران، مشدداً: "علينا منع إيران من الحصول على سلاح نووي". وأضاف، أن النظام القمعي في إيران يرفض السلام واستراتيجيته تعتمد على الدمار، رافضاً رفع العقوبات عن إيران إذا لم يتغير سلوكها، ومتوعداً طهران بتشديد العقوبات إذا لم تغير سلوكها. وتابع "النظام الإيراني يرفع شعارات تدعو إلى تدمير أمريكا. وحان الوقت لكي يخطوا قادة إيران خطوة إلى الأمام. نحن الآن في زمن التحديات ونشهد انقساماً في العالم. وآمل أن لا نضطر إلى اللجوء للجيش الأمريكي". وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الإيراني حسن روحاني من التمادي في العناد، وطالبه بالتراجع عن الخطوات التصعيدية لتقليل التوتر في المنطقة. وقال ماكرون، حسب بيان صادر عن مكتبه، لروحاني إن الطريق نحو تقليل التوتر في المنطقة يزداد صعوبة وأن الوقت حان لإيران كي تساعد في نزع فتيل الأزمة. وأجرى ماكرون مباحثات مع روحاني، استغرقت أكثر من 90 دقيقة، بعد وقت قصير من توجيه الرئيس الفرنسي، ورئيس الوزراء البريطاني، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اتهاماً مباشراً لإيران بالضلوع في الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين. ونقل البيان عن ماكرون قوله: "في الموقف الراهن، بات طريق وقف التصعيد ضيقاً، ولكن له أهمية عن أي وقت مضى، وقد حان الوقت أمام إيران كي تتخذ هذا الطريق"، مضيفاً أن من الضروري بدء حوار بشأن قضايا أمن المنطقة، ويحاول الرئيس ماكرون أن يلعب دور الوسيط لعقد لقاء بين الرئيسين ترمب وروحاني، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن ترمب أعلن رفضه لمساعي الرئيس الفرنسي للوساطة بين الولاياتالمتحدةوإيران في النزاع القائم بين البلدين، وقال للصحافيين: "نحن لا نحتاج إلى وسيط ماكرون صديقي لكننا لا نبحث عن أي وسطاء"، مبيناً أن جدول أعماله لا يشمل الاجتماع بالرئيس الإيراني هذا الأسبوع لكنه لم يستبعد الاجتماع به في نيويورك. إلى ذلك دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس (الثلاثاء)، دول العالم للانضمام من أجل إدانة أفعال إيران وهجماتها الإرهابية المتكررة، موجهاً في في "تغريدة"، الشكر لبريطانيا وفرنسا وألمانيا لإعلانها الواضح عن مسؤولية إيران عن الهجمات على منشآت أرامكو في السعودية وتأثيرها على المنطقة والعالم. ويناقش رؤساء العالم، في الدورة ال74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التوترات الأخيرة في منطقة الخليج والتي تسببت بها إيران، إضافة إلى ملفها النووي والملف اليمني وقضايا أخرى مثل التغير المناخي. وفرضت الإدارة الأمريكية، وفقاً لدبلوماسيون تحدثوا لوكالة "فرانس برس"، قيوداً على تحرّكات الرئيس الإيراني عقب وصوله إلى نيويورك، لمنعه من التنقّل بعيدا عن مقر الأممالمتحدة الواقع على ضفة "إيست ريفر" على الجانب الشرقي من جزيرة مانهاتن. من جهة ثانية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، إن الهجمات الإرهابية على أرامكو السعودية غير مقبولة بأي شكل. ودعا جوتيريس لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة ال74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس (الثلاثاء) في نيويورك، إلى العمل على الحد من انتشار الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية. وعد تشكيل اللجنة الدستورية في سوريا الذي تم برعاية الأممالمتحدة، خطوة إيجابية لإنهاء الصراع في البلد الذي مزقته الحرب. وأضاف جوتيريس"حان الوقت لإنهاء الأزمة المستمرة منذ سنوات في سوريا"، مشيراً إلى أن مواثيق الأممالمتحدة تنص على أن تتمتع شعوب العالم بالحقوق الكاملة التي وعدت بها الدول المختلفة، مبيناً أن قضايا مثل الاحترار والتغير المناخي والهجرة والحروب تضع البشرية بأسرها في مفترق طرق كبير يهدد الكثير من القيم المشتركة.