لم تكتف المليشيات الحوثية، بالقتل والسلب والنهب في المدن اليمنية، واتجهت لاستقطاب النشء في المدارس، بمحاولتها فرض ما يسمي “قسم الولاية” بدلاً عن النشيد الوطني في 8 آلاف مدرسة، إذ كشفت نقابة المعلمين اليمنيين، عن اجتماعات مكثفة تجريها ميليشيات الحوثي الإنقلابية منذ أيام في مناطق سيطرتها استعداداً للعام الدراسي الجديد، لضغط على مديري المدارس والمعلمين لإلزام الطلاب بترديد “قسم الولاية” في الطابور الصباحي. ولفت المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي، إلى إن جماعة الحوثي تحاول بهذا التصرف تعميم تجربتها في محافظة صعدة، على كل المناطق الواقعة تحت سيطرتها، إذ يردد جميع طلاب صعدة في الطابور الصباحي منذ العام 2014 هذه الكلمات: “اللهم إنا نتولاك ونتولى رسولك، ونتولى الإمام علي، ونتولى من أمرتنا بتوليه: سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي، اللهم إنا نبرأ إليك من عدوك، وعدو رسولك، وعدو الإمام علي، وعدو من أمرتنا بتوليه: سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي”، ويصرخون بها يومياً في ختام طابور الصباح بدلاً من النشيد الوطني. اليناعي، أكد أن جماعة الحوثيين أجرت 234 تعديلاً على كتب المناهج الدراسية للمرحلتين الأساسية والثانوية “طبعة 2014” دون الرجوع للجنة المناهج، بحسب تصريحات نقلتها عنه مواقع إخبارية محلية، مشيراً إلى أن جماعة الحوثي، علقت عمل لجنة المناهج ومنعتها من عقد اجتماعاتها والقيام بمهامها، واستبدلتها بلجنة أخرى شكلها يحيى الحوثي شقيق زعيم الحوثيين ووزير التربية والتعليم في حكومة الإنقلابيين غير المعترف بها دولياً، من الأكاديميين الموالين لجماعته. وقال اليناعي إن ما يسمى “القسم التربوي” في جماعة الحوثيين هو من يشرف على العملية التربوية والتعليمية، وإن التعديلات شملت مقررات اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ، وهو “ما يعكس حقيقة التوجه الحوثي باستقطاب النشء نحو أفكار الجماعة ونهجها العام”. وحسب مصادر تربوية، فإن هناك أكثر من 8 آلاف مدرسة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تحاول المليشيات استخدامها لخدمة مشروعها، وإجبار المدارس على إقامة أنشطة وفعاليات طائفية، تهدف إلى غرس أفكارها الطائفية في عقول الطلاب والمعلمين ضمن مساعيها لحوثنة التعليم كأهم مؤسسة في البلد.