«اليونسيف» تتعامى عن انتهاكات الميليشيات وتطبع المناهج المعدلة قال المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي: إن التعليم النظامي والأهلي في اليمن يتعرض لعملية تجريف خطيرة وواسعة من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، وأضاف اليناعي في تصريح ل"الرياض" أن الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران عكفوا منذ اجتياحهم العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م بالتوازي مع عملياتهم العسكرية؛ على إخضاع العملية التعليمية بالكامل لتصرف ميليشياتهم، وإضفاء الطابع الفكري للجماعة الحوثية على التعليم بما يخدم ثقافة العنف والعنصرية والطائفية. وأوضح اليناعي أن العملية التعليمية في 9 محافظات يمنية تدار من قبل ما يسمى ب"القسم التربوي" التابع لجماعة الحوثي، والذي يرأسه شقيق زعيم الحوثيين يحيى الحوثي. وكشف أن الميليشيا أقالت جميع مديري مكاتب التربية والتعليم بالمحافظات، وجميع مديري المناطق والمراكز التعليمية بالمديريات، واستبدلتهم بعناصر حوثية تعمل في القسم التربوي. كما استبدلت قرابة ال 90 % من مديري المدارس بشخصيات موالية للميليشيا، سعيا منها لتكثيف البعد الأيدلوجي والفكري للجماعة في التعليم والأنشطة المدرسية. وقال اليناعي: إن حجم التجريف الذي يتعرض له قطاع التعليم من قبل ميليشيا الحوثي سيبدو أكثر وضوحا إذا ما علمنا أن عدد المدارس الواقعة في مناطق سيطرة ميليشياتها يبلغ 8870 مدرسة من إجمالي 17 ألف منشأة تعليمية في اليمن. وأن هذه المدارس يلتحق بها 3 ملايين طالب (3.003.855) يتوزعون على ثماني محافظات تتصدرها محافظة إب من حيث الكثافة العددية بواقع "679.991 طالبا" تليها أمانة العاصمة صنعاء "523.997" ثم الحديدة "476.396" ومحافظة صنعاء "312.404" ومحافظة حجة "306.918" وعمران "249.862" والمحويت "181.283"، وصعدة "170.333"، وريمة "102.768 " طالبا. في حين أن عدد المعلمين الموزعين على هذه المدارس قرابة ال 108 آلاف معلم من إجمالي 290 ألف عامل في القطاع التربوي باليمن. وأشار اليناعي في تصريحه للرياض إلى أن الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران سارعت فور سيطرتها على صنعاء لتعطيل عمل لجنة المناهج واستبدالها بمجموعة من الأكاديميين الموالين لها، الذين شرعوا في تعديل المناهج الدراسية للمرحلتين الأساسية والثانوية بهدف إفراغ التعليم من محتواه الوطني وإضفاء محتوى دراسي يخدم وجهة نظر الميليشيا، ويساعدها في تنشئة جيل مشبع بأفكارها ومؤمن بالتاريخ الذي تكتبه وبالنظام الاجتماعي والفكري المناسب لمصالحها. وأضاف أن نقابة المعلمين اليمنيين أجرت مسحا كاملا لمضامين المناهج الدراسية التي عدلت، ووجدت أن الميليشيا قامت بإجراء 234 تعديلا يمس المادة التعليمية التي يتلقفها 3 ملايين طالب في مناطق سيطرتها، بغية إدراج المزيد من المحتوى الفكري لميليشيا الحوثي في المنهج. وتحدث اليناعي عن الدعم المقدم من منظمة اليونسيف لطباعة المنهج الدراسي المعدل، قائلا: إن المنظمة بعد تورطها في هذا الأمر ورغم اعتذارها عنه في بلاغ صحفي، إلا أنها لم تعمل على تحسين شروط عملها. لافتا إلى أن "اليونسيف تتعامى عن الانتهاكات وتضع يدها في أيدي الميليشيا، وتصر على العمل من صنعاء واعتبار الميليشيا ومنظماتها شريكا محليا لها على الرغم مما اقترفته من جرائم إبادة وتعذيب حتى الموت وخطف وتفجير منازل وتهجير بحق آلاف المعلمين". مضيفا "حتى حين وصل الحال بالمعلم اليمني إلى أن لا يرى في اليونسيف إلا منظمة محتالة تتاجر بمعاناته لكسب المزيد من الأموال، ومن ثم تقوم باعتراض وصولها إليه كما لو أنها تسرق المال من جيوب المعلمين وتمارس اللصوصية تحت يافطة إنسانية، حين تشوهت صورة اليونسيف إلى هذه الدرجة في اليمن لم تعمل الأممالمتحدة شيئا، أما اليونسيف فما زالت تمتلك الجرأة لمواصلة عملها على هذا النحو المخزي للأسف". وفيما يخص الانتهاكات الإنسانية قال اليناعي: إن الحوثي كان كارثيا على التعليم والمعلمين، وأنه بمثابة العدو الأول للتربويين في اليمن منذ سنوات، نظرا لحجم وبشاعة الانتهاكات الإنسانية الجسيمة التي استهدفهم بها. وأوضح أن الحوثي مارس أسوأ الانتهاكات بحق المعلمين منذ العام 2009م إلى اليوم، وأن تلك الانتهاكات تنوعت بين التعذيب حتى الموت، والقتل بدم بارد وبلا أسباب، وتفجير منازل المعلمين والمدارس وتسويتها بالأرض، وتهجير آخرين وتشريدهم من منازلهم، والخطف من المنازل والمدارس، والإخفاء القسري، والتهديد بالتصفية الجسدية، وترويع الأطفال والنساء أثناء الاقتحامات للمنازل، بالإضافة إلى الاضطهاد المناطقي، والتعسفات المالية والإدارية، والفصل الوظيفي، واستقطاع الرواتب، واستبدال المعلمين بعناصر حوثية في التدريس، وكشف أن ميليشيا الحوثي قتلت أكثر من 1500 معلم وجرحت قرابة 2400 آخرين، وشردت 20 ألف معلم من منازلهم، وأزهقت أرواح 10 معلمين في أقبية السجون بتعذيبهم حتى الموت. واعتقلت 300 معلم، أخفت منهم 32 قسريا بعد أن اختطفتهم من منازلهم ومدارسهم ولم يشاهد أي فرد منهم بعد ذلك، كما لم تتلق أسرهم أي إجابة من الحوثيين بشأن مصيرهم. وبشأن استخدام قطاع التعليم كساحة للتحشيد والتجنيد الإجباري للصغار من قبل وكلاء إيران الحوثيين قال اليناعي: إن الميليشيا عملت منذ البداية على إفراغ التعليم من طابعه المدني وتحويله إلى واحد من أهم ساحات التحشيد للقتال، وحولت الكثير من المدارس في صنعاء وغيرها من المحافظات إلى معسكرات تعبئة وتدريب، مشيرا إلى أن البيانات والتقارير الحقوقية أظهرت زيادة ملحوظة ومقلقة في تجنيد الأطفال من قبل جماعة الحوثي أثناء فترة الدراسة.