استأنف قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى اجتماعاتهم بمنتجع بياريتس الفرنسي المطل على المحيط الأطلنطي، وسط تحذيرات من مخاطر الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي. وتتناول القمة التي تستمر حتى اليوم “الاثنين” عددًا من الملفات العالمية الكبرى ، أبرزها البرنامج النووي الإيراني، والأزمة التجارية بين الولاياتالمتحدة والصينن وعودة روسيا إلى المجموعة ، وحرائق غابات الأمازون. وتبرز في القمة ملفات الأمن، والذي يأتي على رأس أولوياته سبل التصدي لتهديدات إيران للملاحة وتهديداتها الإرهابية والنووية، إضافة إلى سبل التصدي لاستخدام الإنترنت للأغراض الإرهابية ومكافحة التطرف. كما تدرج القمة ضمن أولوياتها التغير المناخي والجرائم البيئية التي تضر بكوكب الأرض، والتي تتصدرها قضية حرائق غابات الأمازون. وتتطرق القمة أيضا إلى الأزمة الداخلية لمنطقة الساحل، وطرق مواجهة منظمات الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية. وتناقش القمة ضمن جلساتها ملف مكافحة عدم المساواة والحد من التهديدات وتعزيز الديمقراطية، حيث وضعت القمة أهدافًا لدعم المساواة من خلال تعزيز الدبلوماسية النسوية، ومحاربة العنف، وضمان ودعم تعليم المرأة، والعمل؛ من أجل تحررها الاقتصادي خاصة في أفريقيا. وتشغل قضية بناء الثقة الرقمية حيزا من مناقشات القمة؛ باعتبار التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من اقتصاديات ومجتمعات الدول الأعضاء. كما تركز القمة على سبل الحفاظ على نظام مالي دولي قوي ومرن في مواجهة المخاطر المتزايدة، ودعم الحوكمة المالية العالمية، فيما تشغل القضايا الاقتصادية والحرب التجارية بين الولاياتالمتحدة والصين وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جانبا كبيرا من القمة. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد نفى موافقته على رسالة مشتركة من مجموعة السبع إلى إيران حول برنامجها النووي، كما أعلن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق. وقال ترامب للصحافيين على هامش القمة: “لا لم أناقش ذلك”. وأضاف: “سنقوم بمبادرتنا الخاصة لكن لا يمكن منع الناس من التكلم. إذا أرادوا التكلم، يمكنهم”. ويتناقض هذا التصريح مع ما أعلنه ماكرون في وقت سابق، أن دول مجموعة السبع “اتفقت على ما ستقوله لإيران”. ونقلت وكالة فرانس براس في وقت سابق أن قادة مجموعة الدول السبع اتفقوا على “تكليف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون النقاش مع إيران، وتوجيه رسالة إليها” لتجنّب التصعيد في المنطقة، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية للوكالة. وأوضحت المصادر ذاتها أن رؤساء الدول والحكومات في مجموعة السبع أكدوا مجددا أثناء مأدبة عشاءن افتُتحت خلالها أعمال القمة، أن هدفهم هو “تفادي حيازة إيران السلاح النووي”. وأشار المصدر إلى أن “قادة مجموعة السبع توافقوا حول نقطتين: لا نرغب في حيازة إيران السلاح النووي، ولا وأحد يرغب في زعزعة استقرار المنطقة ولا في التصعيد، بهدف تجنّب نزاع عسكري”.