تعرضت ناقلتا نفط كانتا تبحران في خليج عمان قرب ساحل إيران امس "الخميس" لما يبدو أنه هجوم منسق يحمل بصمات الحرس الثوري الإيراني، جاء ذلك وقت اختتم فيه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي زيارة رسمية إلى إيران، في مهمة تهدف لتخفيف التوترات بين طهران وواشنطن. وتعود تفاصيل الحادثة الى معلومات تلقتها البحرية البريطانية عن حادث غامض وقع في الخليج، داعية عبر مركز عمليات التجارة البحرية التابع لها إلى توخي "الحذر الشديد"، وذكرت المجموعة إنها تجري تحقيقا في الأمر، وفق ما أوردت "أسوشيتد برس". واتهمت الولاياتالمتحدة الأميركية، إيران بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط في بحر عمان، مشددة على أن طهران تعمل على عرقلة تدفق النفط عبر مضيق هرمز. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مؤتمر صحفي: "إيران هي من ارتكبت الهجوم ضد ناقلتي النفط في خليج عمان. هذا الهجوم هو الأحدث في سلسة الهجمات التي شنتها إيران وأذرعها ضد الولاياتوالمتحدة وحلفائها". وشدد بومبيو على أن "الأعمال الإيرانية الاستفزازية، تشكل تهديدا للأمن الدولي"، موضحا أن "التصرفات الإيرانية تشكل تطورا غير مسبوق". كما أشار إلى أن الهجوم "غير المبرر" الذي تعرضت له الناقلتين "يشكل تهديدا للسلام والاستقرار الدوليين وحرية الملاحة". واستطرد وزير الخارجية الأميركي في حديثه، قائلا: "إيران تعمل على عرقلة تدفق النفط عبر مضيق هرمز.. تقييم أميركا هو أن إيران مسؤولة عن الهجمات ضد ناقلتي النفط". بدورها قالت البحرية الأميركية إنها على علم بوقوع الهجوم، الذي وقع على بعد 14 ميلا بحريا عن إيران. وقال الأسطول الأميركي الخامس إنه تلقى نداءي استغاثة في خليج عُمان، مؤكدا أن القوات الأميركية موجودة في المنطقة وتقدم المساعدة. ونقلت وكالة "بلومبيرغ" عن مسؤولين في البحرية الأميركية قولهم إن ناقلتي النفط تعرضتا لأضرار نتيجة "هجوم محتمل". هذا فيما أشارت وسائل اعلام غربية الى ان الهجوم استهدف ناقلتين ترفع إحداهما علم جزر مارشال واسمها "فرنت ألتير"، فيما الناقلة الثانية اسمها "كوكوكا كاريدجس" وترفع علم بنما"، وأفادت بأن إحدى الناقلتين أصيبت بصارخ طوربيد، فيما تم إجلاء طاقمي الناقلتين إلى مكان آمن. الى ذلك أعلنت وزارة التجارة اليابانية، أن الناقلتين كانتا تحملان شحنات "مرتبطة باليابان"، وقال وزير التجارة الياباني هيروشيجا سيكو، إنه تلقى تقريرا عن تعرض ناقلتين تحملان شحنتين لهما صلة باليابان لهجوم قرب مضيق هرمز. ونقلت وكالة "رويترز" عن صحيفة "تريد ويندز" المعنية بالشحن أن طوربيدا أصاب ناقلة نفط مملوكة لشركة "فرونت لاين" النرويجية، وفي وقت لاحق قالت الشركة إن النيران اشتعلت في الناقلة. وأفادت السلطات البحرية النرويجية بأن ناقلة نفط نروجية تعرضت لهجوم في خليج عمان ووقوع 3 انفجارات على متنها. وذكرت الوكالة نقلا عن مصادر ملاحية أنه تم إجلاء طاقمي الناقلتين إلى مكان آمن، فيما أوضحت صحيفة "نرويجية" أنه تم إنقاذ طاقم "فرونت لاين" المكون من 23 بحارا. وأضافت الوكالة أن أحد أفراد طاقم الناقلتين أصيب بجروح طفيفة من جراء الحادث، الذي تسبب في أضرار بالجانب الأيمن من الناقلة. وفي مايو الماضي، تعرضت 4 ناقلات نفط، من بينها ناقلتان سعوديتان وناقلة تحمل علم النرويج وأخرى تحمل علم الإمارات، لأعمال تخريبية في المياه الاقتصادية الإماراتية الشهر الماضي، مما تسبب في إلحاق ضرر بالناقلات. واتهمت الولاياتالمتحدةإيران بالوقوف وراء الهجمات، التي جاءت في وقت تصاعد فيه التوتر بين طهران وواشنطن. هذا فيما سارعت مجموعة من دول العالم إلى التعبير عن رفضها للهجوم، الذي استهدف الناقلتين، وكانت اليابان سباقة إلى إعلان التحقيق في الحادث، حيث قال وزير تجارتها، هيروشيجي سيكو، إن الحكومة تحقق في تقارير عن تعرض سفينة تحمل شحنة "لها صلة باليابان" لهجوم. وفي بريطانيا، قال متحدث باسم رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، إن لندن على علم بتقارير عن استهداف ناقلتين بهجمات "مريبة" في خليج عمان، مضيفا أنها تسعى للوقوف على حقيقة ما حدث على وجه السرعة. من جهتها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إلى تفادي "الاستفزازت" في المنطقة بعد الحادث، الذي لم تتضح ظروفه بعد. وقالت المتحدثة باسمها "لا تحتاج المنطقة إلى أسباب جديدة مزعزعة للاستقرار ومسببة للتوتر وبالتالي تجدد الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي دعوتها لأقصى درجات ضبط النفس وتفادي أي استفزاز". من ناحيتها، دعت فرنسا جميع الأطراف في منطقة الخليج إلى تهدئة التوتر وطالبت باحترام حرية الملاحة في مياه الخليج. أما رابطة ناقلات النفط "إنترتانكو"، فأكدت "تنامي المخاوف بشان سلامة أطقم السفن المبحرة عبر مضيق هرمز. وقال رئيس مجلس إدارة إنترتانكو باولو داميكو في بيان "عقب هجومين على سفينتي أعضاء هذا الصباح، يساورني قلق شديد بشأن سلامة أطقمنا عبر مضيق هرمز"، موضحا أن نحو 30 في المئة من النفط الخام في العالم يمر عبر المضائق.