شدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب على إن إيران ستواجه "قوة هائلة" إن هي حاولت فعل أي شيء ضد مصالح الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، مضيفا أنها أبدت عدائية شديدة تجاه واشنطن. وقال ترمب في حديث للصحفيين أثناء مغادرته البيت الأبيض لحضور فعالية في بنسلفانيا أنه لا يزال مستعدا لإجراء محادثات مع إيران "عندما يكونون مستعدين. هذا فيما يقدم وزير الدفاع بالوكالة ورئيس هيئة الأركان الأمريكية، إفادتهما في جلسة مغلقة لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، حول تطورات الوضع المتوتر بين الولاياتالمتحدةوإيران، بحسب ما أكده مسؤول في إدارة الرئيس دونالد ترمب. وقال المسؤول الأمريكي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان ورئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال جوزف دانفورد، سيحيطان علماً النواب وأعضاء مجلس الشيوخ بالأمر. ويفترض أن يتحدث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أيضاً أمام النواب والشيوخ، الذين يتجاوز عددهم ال 500، خلال الاجتماع نفسه، وفقاً لوسائل إعلام أمريكية. وتم إبلاغ مجموعة محدودة مؤلفة من 8 برلمانيين، الخميس الماضي، بشأن الملف نفسه، لكن الديمقراطيين طالبوا بحق كل النواب والشيوخ بالاطلاع على تطورات الوضع. في غضون ذلك أكد وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، أن تهديدات إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي لا تفيد تأسيس الآلية التجارية للمعاملات بين إيران وأوروبا، وأضاف قائلاً:" أوروبا لن تخضع للتحذيرات الإيرانية". وكانت إيران أطلقت عدة مواقف مهددة بتقليص التزاماتها في الاتفاق النووي، وحتى الانسحاب منه إذا لم تتمكن أوروبا من تفعيل الآلية المذكورة. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد دعاء "أصدقاء" إيران (الدول الموقعة على الاتفاق وهي الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا) إلى اتخاذ "خطوات ملموسة" لإنقاذه. يذكر أن الوزير الإيراني كان اعتبر مطلع أبريل الماضي أن الاتحاد الأوروبي عاجز عن الالتفاف على العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على بلاده بعد قرار ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. هذا فيما كشفت تصريحات جديدة لرئيس الإيراني حسن روحاني نقلتها عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) الحالة اليائسة التي يمر به نظامه حاليا، اذ قال الأخير إن الوضع الآن غير مواتٍ لإجراء محادثات، تلميحا على تشدد الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب ضد طهران. وزعم روحاني أنه يحبذ المحادثات والدبلوماسية، ولأن الوضع اليوم غير مواتٍ لإجراء محادثات فخيارنا هو المقاومة فحسب، بعدما شدد الرئيس الأمريكي، على أن إيران ستواجه قوة هائلة إن هي حاولت فعل أي شيء ضد مصالحنا. في المقابل اعتبرت شبكة فوكس نيوز الأمريكية، أن روحاني يسعى للحصول على سلطات تنفيذية أوسع من حيث النطاق والقوة للتأثير على مجريات الأمور في بلاده، لا سيما بالوقت الذي تشهد فيه المنطقة تصعيدًا خطيرًا بسبب الأنشطة الإرهابية الإيرانية. وتتابع وسائل الإعلام الغربية الأوضاع عن كثب في إيران، خاصة وأن هناك سلسلة من الاجتماعات المتواصلة في طهران، وهو الأمر الذي قد يشهد التخطيط للتصعيد الحالي في منطقة الخليج العربي. وحسب الشبكة الأمريكية، أخبر الرئيس الإيراني مجموعة من رجال الدين أنه يسعى إلى الحصول على صلاحيات تنفيذية موسعة في زمن الحرب للتعامل بشكل أفضل مع ما أسماه حرب اقتصادية نشأت بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي وتصاعد العقوبات الأمريكية. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية أن الرئيس روحاني استشهد بحرب الثمانينيات مع العراق، عندما تمكن مجلس أعلى في زمن الحرب من تجاوز الفروع الأخرى لاتخاذ قرارات بشأن الاقتصاد والحرب. فاستغلال الأزمات الموجودة حاليا في إيران وضح أنه كان من بين الأمور التي ارتكز إليها روحاني في محاولته لانتزاع بعض السلطات الحقيقية التي يفتقدها لصالح الملالي، وعلى رأس قيادتهم خامنئي، وهو الأمر الذي يسعى من خلال للحصول على أي سلطات تنفيذية بحجة التعامل مع الأوضاع الحالية. وفى سياق متصل اكدت معلومات استخباراتية أن قائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني اجتمع بعناصر من الميليشيات الموالية لإيران في العراق، بالتزامن مع تصاعد التوتر بين واشنطنوطهران، وطلب منهم الاستعداد للحرب. وأفاد صحيفة جارديان البريطانية بأن تحرك سليماني، الرامي لتعبئة حلفاء إيران الإقليميين، أثار مخاوف أمريكا من تعرض مصالحها في المنطقة لتهديدات، الأمر الذي جعل الخارجية الأمريكية تطلب من موظفيها غير الأساسيين مغادرة العراق. وفيما رفعت بريطانيا، بالتزامن، مستوى التأهب لقواتها ودبلوماسييها، نظرا لمخاطر أمنية كبيرة من إيران، تشير الاجتماعات التى عقدها سليماني والميليشيات الموالية لإيران مؤخرًا ترتبط بالتطورات الدرامية، التي تسببت فيها إيران في المنطقة في ضوء جرائمها ضد أهداف اقتصادية. وتأتي الأنباء عن اجتماع سليماني مع قادة الميليشيات الموالية لإيران لتزيد المخاوف المتعلقة بأنشطة إيران الخبيثة، خصوصًا بعد ورود تقارير أفادت بأن قافلة صواريخ إيرانية نُقلت إلى سوريا الأسبوع الماضي عبر محافظة الأنبار العراقية. وبينما تأخذ إدارة ترمب قضية التهديدات الإيرانية على محمل الجد، أبدى وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت قلقه مما وصفه بمستوى الخطر المتصاعد من إيران، مشيرًا إلى اتفاق لندن مع واشنطن بتقييم ذلك الخطر. من جانبها كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن طبيعة المعلومات والتهديدات التي ألمحت لها واشنطن، في وقت سابق، ودفعتها لتعزيز قواتها في الشرق الأوسط، بعد حصولها على صور تحميل الإيرانيين صواريخ على متن قوارب في الخليج العربي.